49 معتقلا في تظاهرات شهدتها مدن اسبانيا ضمن ظاهرة “غامونال”

الشرطة تطوق المتظاهرين في وسط مدريد/الباييس، كيكي بارا

قررت بلدية مدينة بورغوس شمال اسبانيا الإلغاء النهائي لمشروع بناء شارع فخم في حي غامونال، وذلك بعد تظاهرات وحرب إعلامية وسياسية جعلت غامونال يتحول الى رمز للمقاومة المدنية في اسبانيا. وعاشت العاصمة مدريد رفقة عشرات المدن الأخرى تظاهرات تخللتها مواجهات مع الشرطة بسبب هذا الملف لاذي يشعل فتيل الاحتجاجات في البلاد.

وكانت بلدية بورغوس قد بدأت منذ أكثر من أسبوع في تحويل شارع في حي شعبي الى شارع فخم. وانتفض السكان ضد ما اعتبروه سياسة التبذير في بلد يعاني من البطالة ويتورط مسؤولوه في اختلاس المال العام.

وبعد أسبوع من الانتفاضة والتظاهرات قرر رئيس البلدية الوقف النهائي للمشروع، وهو ما شكل انتصارا حقيقيا لساكنة غامونال. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فعدد من مدن اسبانيا تشهد تظاهرات يومية للتضامن مع غامونال، الأمر الذي جعل الكثير من المراقبين الإسبان يتحدثون عن احتمال انفجار شرارة على شاكلة الربيع العربي.

حي غامونال في بورغوس والساكنة تطوق الشارع لمنع الأشغال
حي غامونال في بورغوس والساكنة تطوق الشارع لمنع الأشغال

ووعيا منها بخطورة “ظاهرة غامونال” ضغطت الحكومة على بلدية بوغوس لوقف المشروع، لكن وقف المشروع لا ينهي التظاهرات في عشرات المدن ويتخلل بعضها مواجهات عنيفة مع الشرطة واعتقالات.

وتبقى المفاجأة أن ساكنة الحي قررت الاستمرار في الاحتجاج الى غاية الإفراج عن المعتقلين واستقالة رئيس البلدية ومندوب الحكومة في المدينة بسبب العنف الذي جرى استعماله في مواجهة مطالب عادية. وهذا الاستمرار سيزيد من ارتفاع حدة الاحتجاج في مجموع اسبانيا بل ويشكل سابقة ونموذجا لتقليده. وكانت جريدة الباييس قد كتبت “غامونال تحول الى رمز للمقاومة المدنية”.

وتكتبت جريدة لافنغورديا اليوم “مجموع مدن اسبانيا تحيي وقف أعمال لابناء في غامونال”. وتستعرض مثل باقي الجرائد مثل الباييس والموندو ودياريو الرقمي التظاهرات التي شهدتها مدن اسبانيا ليلة أمس الجمعة مدريد وبرشلونة وفالنسيا وبيلباو وتوليدو وسيوداد ريال وسامورا وسان سيباستيان ضمن أخرى في إطار “ظاهرة غامونال”. وانتهت هذه التظاهرات باعتقال 49 شخصا. وعاشت اسبانيا على إيقاع التظاهرات منذ الأربعاء الماضي، حيث تجاوز عدد المعتقلين 150 حتى الآن.

وتبدي السلطات تخوفا كبيرا من ظاهرة “غامونال” في اسبانيا لأنها تحولت الى “النموذج الرمز” الذي كان يبحث عنه نشطاء المجتمع المدني والسياسي في مواجهة سياسة الحكومة والبلديات التي أوصلت البلاد الى ما تعيشه حاليا من أزمة اقتصادية وأزمة قيم خانقة. ويحذّر الكثير من السياسيين اقتراب اسبانيا من انفجار اجتماعي حقيقي بسبب سياسة التقشف وارتفاع الفساد الى مستويات لم تشهدها اسبانيا من قبل. وتلجأ مقالات متعددة للمقارنة بين ما يجري وبين الربيع العربي.

مواجهات في برشلونة/أشوسايسد برس، مانو فيرنانديث

Barcelona1

حرائق في فالنسيا/إيفي، خوان كارلوس كارديناس

Valencia1

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password