ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم يتحول إلى فصل من الحرب الباردة وعنوان للانشقاق العربي

الفيفا

تحول ملف احتضان كأس العالم إلى حرب باردة من نوع آخر بعدما وقف عدد من الدول إلى جانب المغرب ودول أخرى الى جانب الولايات المتحدة بينما تخلفت اسبانيا والبرتغال عن دعم المغرب بسبب رفض تقديم ملف ثلاثي لأسباب متعددة.
وترشح المغرب للمرة الرابعة لاحتضان هذه التظاهرة العالمية، وراهن في المرات السابقة على عوامل متعددة منها أنه سيكون أول بلد إفريقي سيحتضن هذه التظاهرة لكنه فشل أمام جنوب إفريقيا، التي عاد لها شرف القارة الافريقية سنة 2010، وانهزم مجدداً في خطابه بأنه سيكون أول دولة عربية تحتضن مسابقة كاس العالم، وعاد الشرف الى دولة قطر 2022.
ويجد نفسه الآن أمام ملف قوي يضم الثلاثي كندا والولايات المتحدة والمكسيك، ويمتلك هذا الثلاثي حظوظاً قوية لا يمكن للمغرب مواجهتها وتتجلى أساساً في: أولاً، تجربة الولايات المتحدة والمكسيك في تنظيم تظاهرات عالمية ومنها كأس العالم، مرتين للمكسيك ومرة للولايات المتحدة علاوة على احتضان البلدين للألعاب الأولمبية علاوة على قوتها الاقتصادية بما يشكل أكثر من 25% من اقتصاد العالم وقوة بشرية هائلة بنصف مليار نسمة وملاعب جاهزة وبنية تحتية متينة. ولم يعد الملف رياضياً محضاً رغم عدم امتلاك المغرب حظوظاً كبيرة أمام الثلاثي العملاق بشريا واقتصاديا بل تحول الى ملف سياسي بامتياز يخلق انشقاقات وسط الجامعة العربية ووسط المنتظم الدولي. وتحول الملف الى فصل من الحرب الباردة بعدما انضمت روسيا والصين الى تأييد المغرب في حقه احتضان كأس العالم وترفضان احتضان الولايات المتحدة خاصة في ظل أجواء التوتر الحالية، وبهذا تتم استعادة المواجهات التي كانت تجري إبان الحرب الباردة عندما كان كل من المعسكر الغربي ووارسو يريد حرمان المعسكر الآخر من احتضان تظاهرات عالمية أو يصل الأمر الى المقاطعة كما جرى مع مقاطعة أغلب دول الغرب للألعاب الأولمبية التي احتضنتها موسكو.
ويأخذ الملف طابعا سياسيا آخر بعدما رفضت المملكة العربية السعودية والدول الدائرة في فلكها تأييد المغرب وفضلت الولايات المتحدة كعقاب للمغرب على وقوفه الى جانب قطر، خاصة بعدما تعهدت الأخيرة بمساعدة المغرب ماديا في بناء الملاعب، وكذلك التوجه الجديد للرياض الذي يجعل من مصلحة البلاد فوق الاعتبارات الدينية والروابط العربية. وفي نقطة أخرى مثيرة للغاية، كان المغرب يعتزم تقديم ملف تنظيم كأس العالم برفقة اسبانيا والبرتغال للرفع من الحظوظ، وإذا كان في الماضي قد اعتمد أطروحة أول بلد إفريقي ثم أول بلد عربي، فقد حاول استغلال الترشح الثلاثي للرهان على ملف الحوار الأوروبي – العربي – الإفريقي بكل مظاهره الثقافية والدينية والتاريخية. لكن ما حدث هو عدم تلبية اسبانيا والبرتغال الطلب حيث ترفض اسبانيا أن تكون تابعة في مبادرة يأخذ فيها المغرب الريادة.

Sign In

Reset Your Password