الأمم المتحدة نحو تصور جديد في الصحراء يقوم على تطوير المغرب والبوليساريو لمقترحيهما لتفادي التوتر

الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتريس

هناك تخوف من انفجار ملف الصحراء عسكريا سنة 2018 بعد التباعد الكبير بين أطراف النزاع وخاصة المغرب الذي يعتبر الملف مطويا وجبهة البوليساريو التي تهدد بشكل مكثف بالرهان مجددا على الحرب لتجاوز الوضع الراهن. وفي المقابل، تراهن الأمم المتحدة على تطوير كل من المغرب والبوليساريو لمقترحات الحل التي يعتبرانها ملائمة لتفادي الأسوأ.
وتعمل الأمم المتحدة على منح النزاع نَفَسًا جديدا من المفاوضات بعد تغيير معظم المشرفين على هذا الملف الشائك وخاصة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الألماني هوست كولر الذي عوض الأمريكي كريستوفر روس الذي اعترض عليه المغرب كثيرا.
وعمليا، لم يكشف المبعوث الجديد خريطة الطريق التي سيعمل وفقها برغم الزيارات التي قام بها الى الأطراف المعنية بالنزاع بشكل مباشر أو غير مباشر. ووفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة القدس العربي من مصادر أممية، لم ينته المبعوث الجديد الى خطة عمل جديدة لكن هناك مؤشرات على التصور الجديد.
وفي هذا الصدد، فقد قام الفريق المساعد لكوهلر وبرفقة خبراء أمميين بدراسة تجارب المبعوثين الخاصين الذين سبقوه في الإشراف على الملف وأساسا جيمس بيكر وبيتر فان والسوم وكريستوفر روس ومعرفة النقط التي نجحوا فيها وتلك التي يم يتوفقوا فيها، وذلك بهدف بلورة مقترحات جديدة ترمي في البدء الى احتمال مفاوضات مباشرة وجعل الأطراف المعنية هي التي تطور المقترحات التي تؤمن بها. كما ترمي الى تفادي تكرار الأخطاء خاصة أن الملف محكوم بخلفيات تأريخية وأحكام مسبقة وعقد نفسانية.
ويقوم التصور المبدئي للأمم المتحدة على جعل المغرب وجبهة البوليساريو يطوران المقترحات التي تقدما بها سابقا، وهي الحكم الذاتي في حالة المغرب وإجراء استفتاء تقرير المصير في حالة جبهة البوليساريو. وهذا يعني تنازل كل طرف نسبيا عن مطالبه ليأخذ بعين الاعتبار مطالب الطرف الآخر.
ويقوم تصور الأمم المتحدة الجديد انطلاقا من الحرص الشديد على تفادي العودة الى الحرب في نزاع الصحراء الغربية، إذ تلقت الأمم المتحدة تحذيرات قوية من جبهة البوليساريو باستئناف الحرب، وقامت جبهة البوليساريو خلال الأيام الماضية بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية على مسافة قريبة من الجدار الرملي الفاصل الذي أقامه المغرب خلال الحرب. ومن أبرز التصريحات المقلقة التي صدرت عن البوليساريو قولها بأن الصحراويين لن يبقوا الى الأبد في وضعية لجوء والعيش في المخيمات. وفي ظل التوتر الذي يعيشه العالم العربي، لا يمكن استبعاد نشوب حرب في الصحراء الغربية خاصة وأنها لا تحمل مخاطر على مصالح الدول الكبرى وجنوب أوروبا باستثناء أنها قد تحرك ملف الصحراء وستحمل سلبيات عميقة على المغرب والجزائر.

Sign In

Reset Your Password