وسط توتر غير مسبوق، مئات الآلاف يتظاهرون في برشلونة ضد الأحكام على زعماء الحركة القومية

من المواجهات الحاصلة في برشلونة/ إيفي

تظاهر مئات الآلاف من سكان كتالونيا، يومه  الجمعة، في برشلونة، في حين يتزايد الاحتقان والتوتر في الإقليم منذ صدور الأحكام ضد زعماء الحركة القومية الكتالونية. وسيلقي هذا الملف بثقله على الانتخابات التشريعية التي ستشهدها البلاد الشهر المقبل، حيث انقسمت الطبقة السياسية بين من ينادي بتعليق الحكم الذاتي وبين من يطالب بالليونة والحل الفيدرالي.
وكانت المحكمة العليا قد أصدرت أحكاماً قاسية وصلت الى 13 سنة سجناً في حق نائب رئيس حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا أوريول جونكراس، بتهمة التحريض وتبذير أموال عامة في إجراء استفتاء تقرير المصير في أكتوبر /تشرين الأول عام 2017، بينما صدرت أحكام في حق آخرين تراوحت بين 9 سنوات و12 سنة.
وينتفض الشارع الكتالوني بقوة ضد أحكام القضاء الإسباني، ويصفونه بالقضاء الاستعماري. وتشهد مدن الإقليم الواقع شمال شرق إسبانيا، وخاصة عاصمته مدينة برشلونة، تظاهرات ضخمة تجمع بين السلمية والعنف، حيث تتخللها احتجاجات مثل قطع الطرقات ومنافذ المدن ومطار المدينة. وشهدت كتالونيا الجمعة إضراباً سجل مشاركة تقارب 50٪ علاوة على تظاهرات ضخمة بمشاركة مئات الآلاف من الرافضين للأحكام القضائية والمطالبين بتقرير المصير.
وشارك في التظاهر نشطاء من اسبانيا وخاصة من بلد الباسك وآخرون قدموا من أوروبا لدعمهم القضية الباسكية. وتقدر وسائل الإعلام الكتالانية المشاركة بمئات الآلاف، بينما لم تصدر بلاغات رسمية عن وزارة الداخلية.


وضمن التطورات الأخرى المهمة، تهديد رئيس كتالونيا كيم تورا مجدداً بإجراء استفتاء جديد لتقرير المصير للانفصال أو البقاء ضمن اسبانيا.
وتطالب حركات سياسية وخاصة الشبابية بعصيان مدني مفتوح في مدن كتالونيا حتى تتراجع الدولة الإسبانية عن هذه الأحكام وتعترف بحق تقرير المصير.
وتلقي هذه التطورات بظلالها على الانتخابات التشريعية التي ستجري خلال الشهر المقبل، حيث عادت الأطروحات السياسية الثلاث الى الواجهة لمعالجة الملف الكتالوني، وهي: حركات وأصوات تطالب بحالة الاستثناء وتعليق الحكم الذاتي في كتالونيا للحفاظ على وحدة البلاد، وتطالب بهذا الحل الأحزاب اليمينية، وهي فوكس والحزب الشعبي وحزب اسيودادانوس. وفي المقابل، يراهن طرح آخر وهو لين ومرن على الانتقال الى النظام الفيدرالي لضمان وحدة البلاد بدون عنف، ويؤمن بهذا الطرح الحزب الاشتراكي الحاكم، بينما ترى الأحزاب القومية واليسارية الراديكالية ضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير في كتالونيا.

Sign In

Reset Your Password