وزيرة إسبانية سابقة: قضية سبتة ومليلية من بقايا الماضي وتعرقل تطور العلاقات بين مدريد والرباط

الوزيرة السابقة ماريا أنتونيا تروخيو

ترغب حكومتا سبتة ومليلية إعلان وزيرة إسبانية سابقة “شخصا غير مرغوب فيه” بسبب موقفها الداعم لتفهم مطالب المغرب فيهما. وفي وقت احتجت أحزاب إسبانية، التزمت حكومة الرباط والأحزاب المغربية الصمت في هذا الشأن.

وكانت الوزيرة ماريا أنتونيا تروخيو قد صرحت خلال لقاء حول مستقبل العلاقات بين إسبانيا والمغرب احتضنته جامعة عبد المالك السعدي في تطوان شمال المغرب، نهاية الأسبوع الماضي، وبحضور رئيس الحكومة السابق رودريغيز سبتيرو، أن إقليم الصحراء هو أرض مغربية، مشددة على أن “النزاع مصطنع”. واعتبرت أن قضية سبتة ومليلية “من بقايا الماضي التي تتعارض مع الاستقلال الاقتصادي والسياسي لهذا البلد (المغرب) والعلاقات الطيبة بين البلدين”، في إشارة واضحة الى أحقية المغرب باسترجاعهما.

وتسببت تصريحات الوزيرة السابقة، التي تنتمي إلى الحزب الاشتراكي، في زوبعة سياسية في إسبانيا. فقد صرح الناطق باسم المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الحاكم، باتشي لوبيز، الأحد الماضي، أن الحكومة لا تتشارك مطلقا في تصريحات الوزيرة السابقة، مشددا على إسبانية سبتة ومليلية.

وهاجم الحزب الشعبي تصريحات الوزيرة السابقة، والأمر نفسه مع حزب فوكس المتطرف القومي، بينما تنوي حكومتا الحكم الذاتي في سبتة ومليلية إعلان ماريا أنتونيا تروخيو “شخصا غير مرغوب فيه” في المدينتين، وذلك عبر تقديم مقترحات للمجلس التشريعي، وقد بدأت الإجراءات في هذا الشأن.

وعلقت ماريا تروخيو على هذه الانتقادات بأن المواقف الفكرية الشخصية حول قضايا في إسبانيا مازالت رهينة المصادقة والجدل والرفض تماشيا مع الأفكار السائدة. وأضافت “يبدو الأمر كما لو أن حريتنا في التعبير أو الرأي محدودة وأننا ديمقراطيون فقط عندما تسير أفكارنا في نفس اتجاه الفكر السائد. يبدو أن هذه هي حالة صحتنا الديمقراطية”.

وكانت هذه المسؤولة وزيرة في الحكومة الأولى لخوسي لويس رودريغيز سبتيرو سنة 2004، وهي الحكومة التي كانت تبدي تفهما كبيرا لمطالب المغرب في الصحراء وسبتة ومليلية، وأول حكومة دعمت بشكل كبير مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب حلا للنزاع. وكان الحزب الاشتراكي في الماضي يطالب بإعادة سبتة ومليلية، غير أن التيار الذي يدافع عن هذه الأطروحة فقد الكثير من تأثيره في هذا الحزب خاصة وأن المغرب قام بتجميد المطالبة بالمدينتين بسبب الأولوية التي يمنحها لنزاع الصحراء الغربية.

وتأتي تصريحات الوزيرة السابقة لتحرك الملف النائم “سبتة ومليلية ” الذي تحاول كل من الرباط ومدريد تفاديه. وفي حالة مدريد، فقد حصلت على صمت من طرف المغرب مقابل دعم مقترح الحكم الذاتي، وبلغ الأمر برئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى التصريح في البرلمان خلال يونيو/ حزيران الماضي أنه طلب من ملك المغرب محمد السادس تجنب الحديث عن سبتة ومليلية، ولم تعلق الرباط على هذه التصريحات.

ومقابل الهجمات التي تعرضت لها هذه المسؤولة السابقة، التزمت الأحزاب السياسية المغربية الصمت ولم يصدر عنها أي تصريح أو بيان يدعم الوزيرة. ويبدو أن الأحزاب المغربية تلتزم الصمت تماشيا مع موقف الدولة المغربية بعدم إثارة الملف للإبقاء على موقف مدريد من ملف الصحراء.

Sign In

Reset Your Password