واشنطن تطرد السفير المغربي المتورط في فرضية الاتجار بالبشر والرباط تلتزم الصمت وبدون تحقيق

الدبلوماسي المغربي عبد السلام جعادي يقبل يد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون سنة 2009/ أ ف ب

قامت السلطات الأمريكية يوم الخميس من الأسبوع الجاري بطرد الدبلوماسي المغربي عبد السلام جعايدي من الولايات المتحدة بسبب تورطه في ملفات تتعلق بفرضية بالاتجار بالبشر. ويستبعد أن تفتح الدولة المغربية وخاصة القضاء والوزارة الخارجية تحقيقا في الموضوع بل من المرتقب أن يتم التستر على الملف.

وكانت السلطات الأمريكية قد اعتقلت بداية الأسبوع الزوجة السابقة للدبلوماسي المغربي الملحق بالبعثة المغربية في الأمم المتحدة بتهمة الاتجار في البشر، كما جاء ذكر السفير المغربي في محضر الاتهام إضافة الى شقيق زوجته السابقة. وتتجلى الاتهامات في استقدام مواطنين من الفلبين بعقود للعمل في القنصلية المغربية في نيويورك، ولاحقا كان يتم تحويلهم للعمل المنزلي في منزل ومزرعة السفير وزوجته. ونشرت وزارة العدل الأمريكية الأربعاء الماضي نص الاتهام في موقعها في الإنترنت.

ويتهم القضاء الأمريكي هذه العصابة المكونة من ثلاثة أشخاص بتقديم وثائق مزيفة الى السفارة الأمريكية في الفلبين، أي التعاقد من أجل العمل في الإدارة ثم ينتهي بالفلبينيين العمل في التدبير المنزلي، ثم تأدية أجر متدني للعمال علاوة على العمل ساعات طويلة تتجاوز المنصوص عليها في القانون الأمريكي.

وقد جرى اعتقال الزوجة السابقة للسفير، وهي لويسا إستريا، ويجري البحث عن شقيقها، بينما قامت السلطات الأمريكية ،حسبما علمت ألف بوست، بترحيل السفير المغربي عبد السلام جعادي لخرقه القانون الأمريكي. ولولا الحصانة الدبلوماسية، لكان السفير المغربي الآن معتقلا.

وتلتزم الدولة المغربية الصمت حول هذا الملف رغم خطورته، ولم يعلن القضاء فتح تحقيق في هذه الجريمة. وتلتزم وزارة الخارجية الصمت في وقت هي مطالبة بتوضيح بعض النق الرئيسية ومنها:

في المقام الأول: كيف تساهلت مصلحة مراقبة عقود العمل في وزارة الخارجية مع تصرفات عبد السلام جعادي، علما أنه قام بتوظيف مواطنين من الفلبين، بينما القانون يعطي الأولوية للمغاربة، وكيف لم تتابع هذه العقود من خلال التفتيش الروتيني.

في المقام الثاني، كيف استمر عبد السلام جعايدي في عمله الدبلوماسي في نيويورك منذ الستينات الى سنة 2019، حيث لم يتم تعيينه في أي وجهة أخرى مغايرة، كما لم يحال على التقاعد نهاية 1999 عندما بلغ الستين رغم أنه يبلغ من العمر الآن 81 أو 82 سنة.

Sign In

Reset Your Password