واشنطن تحول أوروبا الشرقية الى حذيقتها الخلفية في قضية القدس والمشروع النووي الإيراني

افتتاح السفارة الأمريكية في القدس التي تسبب في انحياز أوروبا الشرقية لواشنطن

لا يوجد الخلاف فقط بين الولايات المتحدة وأوروبا في ملفات ومنها نقل العواصم الى القدس في فلسطين بل خلافات حتى وسط العائلة الأوروبية بنفسها، حيث كل مرة تتخذ دول أوروبا الشرقية مواقف تميل الى قرارات واشنطن لتزيد من صعوبة سياسة ببرلين وباريس ولندن في السياسة الخارجة.

وبعد قرار كبريات الدول الأوروبية مقاطعة افتتاح السفارة الأمريكية في القدس يوم الاثنين الماضي، حضر سفراء بعض الدول من أوروبا الشرقية وهم سفراء جمهورية التشيك والمجر ورومانيا بينما السفير الوحيد المحسوب على الكتلة الغربية الذي حضر الافتتاح هو سفير دولة النمسا.

وهذا القرار يبرز كيف تحولت أوروبا الشرقية الى حذيقة خلفية للولايات المتحدة للضغط على الاتحاد الأوروبي ومنعه من نهج سياسة خارجية موحدة كما ترغب في ذلك دول وعلى رأسها المحور الفرنسي-الألماني.

وكانت أوروبا الشرقية هي الدول الأكثر تأييدا لقرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس، بينما تحفظت دول أوروبا الغربية بل وصدرت منها انتقادات قوية وخاصة من طرف فرنسا والمانيا. وفي أعقاب وقوع المجزرة الرهيبة التي ذهب ضحيتها أكثر من ستين فلسطينيا يوم الاثنين الماضي، كانت تصريحات عواصم غربية ذات نبرة انتقادية عالية، ومن ضمنها مثلا السويد التي تعترف بفلسطين حيث قالت وزير خارجيتها مارغو والستروم أن “مسؤولية واشنطن كبيرة في الأحداث الأخيرة”. ومقابل هذا الحزم، تبنت دول أوروبا الشرقية مبدأ الصمت أو محاولة تبرير تصرف الجيش الإسرائيلي في قتله للفلسطينيين.

وأصبحت الولايات المتحدة وخاصة في عهد الرئيس ترامب تراهن كثيرا على أوروبا الشرقية لتكسير وحدة الصف الأوروبي، وتوجد محطات سياسة كبيرة في هذا الشأن منذ بداية العقد الماضي، منها رهان واشنطن على أوروبا الشرقية في الحصول على دعم أوروبا الشرقية لغزو العراق، ثم الرهان عليها بشأن الذرع الصاروخي الموجه نحو روسيا بعدما ترددت دول أوروبا الغربية في جدواه. كما تحاول واشنطن ربح تأييد أوروبا الشرقية في قرارها بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بعد موقف الاتحاد الأوروبي الرافض للانسحاب الى مستوى التحفظ المطلق على القرار الأمريكي. وبعد قرار واشنطن نقل سفارتها الى القدس، ها هي بعض دول أوروبا الشرقية الأكثر تصفيقا للقرار والمشاركة في الاحتفال رغم ما رافق ذلك من أعمال دموية.

وكان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قد حذّر غذاة الحرب الأمريكية-البريطانية قد العراق سنة 2003 من مناورات واشنطن لضرب اي وحدة أوروبية عسكريا وسياسيا عبر تحويل أوروبا الشرقية الى حذيقتها الخلفية، وهو ما حصل بالفعل مع مرور السنوات.

Sign In

Reset Your Password