واشنطن تحذّر الدول الأوروبية والناتو من عدم تقاسم المعلومات الاستخبارية إذا تعاقدت مع “هواوي”

شركة هواوي

رفعت الولايات المتحدة من ضغطها على الدول الأوروبية لإجبارها على عدم اختيار شركة هواوي الصينية بشأن شبكات الجيل الخامس من الإنترنت، وهددت بمنع المعلومات الاستخباراتية والأمنية في حالة الرفض، ومنها التعاون في حالة الحلف الأطلسي، كما جاء في تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي روبير سترايير في العاصمة الإسبانية مدريد.

ونزلت واشنطن بثقلها الكامل في مؤتمر ميونيخ للقضايا الأمنية الذي انعقد الأسبوع الماضي، حيث حذّر كل من وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، من خطر التكنولوجيا الصينية على الأمن القومي للغرب برمته وليس الولايات المتحدة. ورغبت واشنطن في تحول الصين الى الدولة الأخطر بدلا من روسيا.

ورفعت واشنطن من حملتها ضد الشركة الصينية، ويقوم مساعد وزير الخارجية روبير سترايير هذه الأيام بجولة في عدد من العواصم الأوروبية، بدأها من مدريد للتأكيد على التحذيرات وهذه المرة مرفوقة بتهديدات واضحة. ولا تقتصر اجتماعاته على المسؤولين الحكوميين، بل تشمل الفاعلين في عالم الاتصالات وخاصة الشركات الكبرى.

وفي اجتماع مع مسؤولين وصحافيين في العاصمة مدريد الخميس، هدد سترايير أن التكنولوجيا الصينية المتعلقة بالجيل الخامس من الإنترنت ليست مصدر ثقة، وعليه إذا استعملتها الدول الأوروبية، ستجد واشنطن نفسها مجبرة على عدم تقاسم المعلومات الاستخباراتية والأمنية مع الدول الأوروبية، بما فيها المتعلقة بالدفاع ومنظمة الحلف الأطلسي.

وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قد شدد على الأطروحة نفسها، عندما قال في ميونيخ الأسبوع الماضي: “إذا لم ندرك التهديد ولم نتحرك، هذا قد يهدد التحالف العسكري الأكثر نجاحا في التاريخ: الحلف الأطلسي”.

واستعرض سترايير القوانين الصينية التي تحتم على الشركات العمل بتنسيق وبأوامر من الاستخبارات الصينية، وقال في هذا الصدد: “يوجد قانون صيني يوصي جميع الهيئات بتنفيذ توصيات الاستخبارات والأمن الصيني والحفاظ على هذا التعاون سرا”.

ويبرز أن القوانين الأمريكية تعتبر في هذه الحالة، هواوي ملزمة بالتعاون مع الاستخبارات الصينية، ولهذا تم منع الشركة من النشاط في السوق الأمريكية، وخاصة مع المؤسسات الرسمية. وشدد على عدم ترك قرار التعاقد مع هواوي في يد شركات الاتصالات، بل على الحكومات أن تقرر تماشيا مع الأمن القومي للبلاد والغرب برمته.

ومن ضمن الأمثلة، أبرز سترايير أن الحزب الشيوعي قد يأمر شركات مثل هواوي بالتجسس على المواطنين الأوروبيين، وبدون نقاش ستنفذ الشركة. وفي المقابل، دعا الأوروبيين الى استعمال شركات أخرى لإرساء الجيل الخامس من الإنترنت مثل أريكسون وسامسونغ ونوكيا لأنها مصدر ثقة.

ورغم التحذيرات الأمريكية، صادقت الدول الغربية الكبرى مثل فرنسا وبريطانيا واسبانيا على قيام هواوي بنشر لاقطات الجيل الخامس من الإنترنت، ولكنها حظرت عليها بعض المناطق الحساسة الخاصة بالأمن والدفاع.

Sign In

Reset Your Password