هل نسي العالم 11 سبتمبر؟

تفجيرات 11 سبتمبر

حلت خلال الأسبوع الجاري الذكرى الثانية عشر للتفجيرات الإرهابية 11 سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة وتركت بصمات قوية على العالم طيلة العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. لكن الذكرى 12 لهذه التفجيرات مرت بدون اهتمام إعلامي وسياسي يذكر وكأن العالم قد طوى هذه الصفحة.

واستفاقت الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر على عمليات إرهابية من تنفيذ تنظيم القاعدة استهدفت برجي التجارة العالمي في نيويورك ومقر البنتاغون في واشنطن والتي خلفت آلاف القتلى، وشكلت منعطفا في السياسة الخارجية العالمية بعدما قررت الولايات المتحدة تحت رئاسة جورج بوش الإبن شن حرب على الإرهاب انتهت بحرب مدمرة في كل من أفغانستان والعراق وملاحقة للمشتبه فيهم وما رافق من جدل بشأن خرق حقوق الإنسان.

وانخرط العالم في الحرب ضد الإرهاب بما في ذلك المغرب الذي شارك بشكل مكثف في هذه الحرب سواء بشن عمليات اعتقال واسعة في صفوف المتشبه فيهم في المغرب أو تقديم خدمات أمنية واستخباراتية للغرب وأساسا الولايات المتحدة.

وعاش العالم طيلة السنوات الماضية على إيقاع مكافحة الإرهاب، حيث أصبح محددا لتحالفات دولية سياسية وأمنية. وأصبح موضوع الإرهاب حاضرا في وسائل الاعلام وتناسل الخبراء كما تناسلت مراكز الدراسات الاستراتيجية حول هذه الظاهرة.

لكن الإرهاب الذي حضر بقوة في العلاقات الدولية سجل تراجعا ابتداء من مايو 2011 عندما تمكنت قوات خاصة أمريكية من اغتيال زعيم القاعدة أسامة بن لادن في مخبئه في باكستان، ولاحقا قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب له في أواخر مايو الماضي بالقول أن الحرب المتواصلة ضد الإرهاب طالت ويجب أن تنتهي.

وتعرض تنظيم القاعدة لهزائم متتالية، وكانت الهزيمة الأولى إبان الربيع العربي عندما انتفضت الشعوب من أجل الديمقراطية والحرية مواجهة الاستبداد السياسي والديني، وكانت الهزيمة الثانية في صحراء مالي على يد فرنسا عندما حاول تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي إقامة معقل رئيسي في هذه المنطقة الإفريقية. وتحاول القاعدة الآن الانتعاش في سوريا في الحرب الأهلية الطاحنة القائمة الآن.

وتحل الذكرى 12 لتفجيرات 11 سبتمبر خلال الأسبوع الجاري، وبالضبط يوم الأربعاء، لكنها لم تحظ بأي اهتمام عالمي سياسيا وإعلاميا. لم يتم تخصيص مقالات مطولة في الصحافة الدولية، ولم تعقد مؤتمرات لدراسة الإرهاب و11 سبتمبر.

وهذا النسيان ليس مرده  ما يجري في سوريا من تطورات بل أن ذاكرة العالم يبدو أنها بدأت تحيل هذا الحدث على الأرشيف شأنه شأن أحداث طبعت تاريخ العقود الأخيرة مثل الحرب العالمية الثانية وحرب الفيتنام وحرب سبعة أيام  وسقوط جدار برلين،  وسيحري الحديث عنها بشكل محدود  فقط من باب التذكير بحلول المناسبات.

ومن مظاهر نسيان العالم ل 11 سبتمبر، توجيه الزعيم الجديد للقاعدة أيمن الظواهري رسالة الى الرأي العام العربي، لكن رسالته لم تجد أي استجابة في وسائل الاعلام التي لم تهتم بها بما في ذلك قناة الجزيرة التي بنت جزءا من إشعاعها الإعلامي على خطابات هذا التنظيم.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password