هل مكالمات الواتساب بين رئيس الكوماندو ومكتب الأمير هي سر إصرار الأمريكيين على اتهام ولي العهد بقتل خاشقجي؟

متحف الاعلام في واشنطن يخصص واجهته للصحفي المغتال جمال خاشقجي

يصر عدد من الأعضاء البارزين في الكونغرس الأمريكي والصحف الكبرى مثل الواشنطن بوست ونيويورك تايمز على تحميل مسؤولية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي الى ولي العهد محمد بن سلمان، ويعود هذا الإصرار الى احتمال وجود إشارات قوية لولي العهد في الأشرطة الصوتية التي تتوفر عليها تركيا أو مكالمات الواتساب بين ماهر عبد العزيز مطرب ومكتب الأمير ، والتي جعلت السعودية تعلن مسؤوليتها عن الجريمة بعد نفي حديدي.

ومنذ وقوع عملية اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول يوم 2 أكتوبر الجاري، شددت المخابرات الأمريكية على نظرية تورط ولي العهد في الجريمة، وهو ما أكدت عليه الصحف مثل نيويورك تايمز والواشنطن بوست ثم أعضاء بارزين في الكونغرس الأمريكي مثل ليندزي غراهام وبيرني ساندرز. ومن ضمن الذين شددوا على تورط بن سلمان المدير السابق للمخابرات الأمريكية جون برينان الذي يؤكد ويصر على تورط بن سلمان بل وصفه يومه الأحد بأنه سرطان، ولا يمكنه التشديد على تورط بن سلمان بدون دليل مسبق.

وترفض كل الأطراف الدولية الرواية السعودية رغم أنها حمّلت المسؤولية الى نائب رئيس المخابرات السعودية الجنرال أحمد العسيري والوزير في الديوان الملكي القحطاني، أي عملية من وراء ظهر ولي العهد، ولا تترك ولو هامشا ضئيلا لقبول هذه الرواية، وهذا يعود الى احتمال وجود دليل قوي لا يترك مجالا للرواية الرسمية السعودية، وهي الرواية التي تغيرت مرتين تحت الضغط الدولي من مقتل خاشقجي في شجار الى خنقه.

ومن خلال الاستشارات التي أجرتها ألف بوست مع خبير غربي عليم بعالم الاستخبارات والعلاقات الدولية، يبرز  أن إصرار الأمريكيين بشكل مباشر والأتراك بشكل تلميحي الى مسؤولية ولي العهد في الجريمة قد يعود الى توفر المخابرات التركية على التسجيل الشهير خلال عملية قتل خاشقجي، وبدون شك يتضمن أوامر وصلت هاتفيا الى الكوماندو بقتل خاشقجي خلال الاستنطاق أو إذ رفض العودة الى السعودية.

وفي الوقت ذاته، هناك احتمال آخر قوي وهو فرضية تسجيل وكالة الأمن القومي الأمريكي لمكالمات لسكرتير الأمير محمد بن سلمان يطالب، بأمر من الأمير نفسه،  من رئيس الكوماندو ماهر مطرب قتل جمال خاشقجي إذا رفض التوبة والعودة الى البلاد أو فقط قتله خلال الدقائق الأولى لاستنطاقه. وكشف الجانب التركي عن قيام رئيس الكوماندو مطرب بإجراء 19  مكالمة بالواتساب أربعة منها  مع مكتب الأمير يوم اغتيال خاشقجي. والمعروف أن واتساب يقدم مكالمات تشفيرية لا تفكها سوى وكالة الأمن القومي الأمريكي. وفي الوقت ذاته قد توجد مكالمات أخرى غير تلك التي تحدثت عنها تركيا لأفراد الكوماندو تورط ولي العهد.

ونظرا للثقة الزائدة في النفس التي تستحوذ على ولي العهد، واعتقاده بتوفره على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، لم يتخذ كوماندو الاغتيال الإجراءات الكافية لتجنب افتضاح أمرهم، ويقول المصدر “من يدخل في طائرة خاصة وعبر مطار دولي لتنفيذ عملية استخباراتية مثل الاغتيال ويحمل بعض أفراده منشار العظم لن ينتبه الى خطورة المكالمات خاصة إذا كانت عبر واتساب المشفر الذي لا تستطيع تركيا خرق شفيرته، لكن نعم الولايات المتحدة.

Sign In

Reset Your Password