موريتانيا محور اهتمام المغرب والجزائر والبوليساريو بعد أحداث الكركرات

ملك المغرب محمد السادس والرئيس الموريتاني الغزواني

تحولت موريتانيا الى نقطة اهتمام للأطراف المعنية بنزاع الصحراء، فقد أجرى رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني مكالمة هاتفية مع ملك المغرب محمد السادس، واستقبل مسؤولا من جبهة البوليساريو علاوة على المباحثات المستمرة مع الجزائر في أعقاب أزمة الكركرات. وهذا يجر الى تساؤل عريض: هل ستلعب نواكشوط دورا في التهدئة والتقارب.

ويشهد ملف الصحراء تطورا بعد أزمة الكركرات، إذ في أعقاب تدخل الجيش المغربي من أجل إعادة الكركرات الى طبيعتها كمعبر دولي للتبادل التجاري وتنقل الأشخاص، أعلنت جبهة البوليساريو وقف العمل باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة سنة 1991، وهذا يعني العودة الى استئناف العمليات الحربية. وعمليا، تفتح بين الحين والآخر النار على نقط في الجدار الفاصل، ويبدو أن المغرب لا يرد للحفاظ على موقف السياسي -السلمي.

وقبل تدخل الجيش المغربي يوم 13 نوفمبر الجاري، كان الأنظار مركزة على موقف موريتانيا لأنها المتحكمة في الجانب الآخر من حدود الكركرات علاوة على أنها المتضررة الأولى من وقف التبادل التجاري، وهو ما ظهر جليا في نقص البضائع في الأسواق الموريتانية طيبة الأسابيع التي أقدم فيها أنصار البوليساريو على إغلاق المعبر.

ويوم الجمعة الماضي، دارت بين ملك المغرب محمد السادس والرئيس الموريتاني الغزواني مكالمة هاتفية حول الوضع السياسي لملف الصحراء، ولم يتم الكشف كثيرا عن مضمون المكالمة سوى نوعية المواضيع والدعوة الى تبادل الزيارة. وتعد هذه أول مكالمة بين الرئيس الموريتاني الجديد وملك المغرب.

ويوم الاثنين من الأسبوع الجاري، استقبل الرئيس الموريتاني مسؤول الخارجية في حكومة “الدولة” التي أعلنتها البوليساريو محمد سالم ولد السالك، حيث سلمه رسالة من زعيم البوليساريو إبراهيم غالي. وتعترف موريتانيا بالدولة التي أعلنتها البوليساريو. ونظرا للوضع الحالي، فالرسالة تتمحور حول التطورات الأخيرة في ملف الصحراء. وأشار مسؤول البوليساريو أن الرسالة تتضمن إشارة الى ضرورة احترام الحدود، ويفهم من هذا ضرورة عدم التوقيع مع المغرب أي اتفاقية حول معبر الكركرات.

وتعد موريتانيا دولة محورية في نزاع الصحراء، فهي تحضر كل اجتماعات المفاوضات بصفتها دولة مراقبة مثلها مثل اسبانيا، ورغم اعترافها بالدولة التي أعلنتها جبهة البوليساريو، لا تعرب عن تأييد مشابه للبوليساريو مثل الجزائر وتفضل الحياد حتى الآن.

Sign In

Reset Your Password