من نتائح الأحكام القاسية في الريف ظهور خطاب ديني في أوروبا ينتقد الدولة المغربية

من تظاهرات الجالية المغربية في الخارج

يحمل الحراك الشعبي في الريف الكثير من التطورات السياسية سواء على المستوى الوطني المغربي أو في الخارج خاصة في أوروبا، ومن ضمن المعطيات المثيرة هو قرار بعض أئمة مساجد في أوروبا وأساسا في هولندا تبني انتقاد السلطات المغربية بسبب الأحكام التي صدرت في حق النشطاء وعلى رأسهم ناصر الزفزافي.

في هذا الصدد، خلفت صدى قوي وردود متعددة الأحكام التي صدرت في حق نشطاء الريف وعلى رأسهم الزفزافي وأحمجيق وإغيد والبوستاتي بعشرين سجنا ثم أحكام أخرى. ولم تكن ردود الفعل سياسية واجتماعية فقط بل كذلك دينية. وعلاقة بهذه النقطة، ألقى عدد من أئمة أوروبا وأساسا في هولندا في مدن مثل أمستردام وروتردام خطب الجمعة الماضية وما قبل الماضية حول الأحكام. وكان هناك خطاب شديد الانتقاد تجاه القضاء المغربي والسلطات المغربية الى مستوى أن إمام قال بمصير جهنم في حق القضاي الذي أصدر الأحكام. وأقدم بعض الأئمة على نشر أشرطة فيديو في موقع التواصل الاجتماعي يوتوب.

ويعتبر هذا المعطى الديني المرتبط بالحراك في الريف تطورا هاما للغاية. إذ كانت المساجد حتى الأمس القريب تشهد صراعا بين حركات دينية معارضة مثل العدل والإحسان مع الدولة المغربية، حيث يهدف كل واحد منهما الى السيطرة على الشأن الديني، مما يعني السيطرة على جزء هام من الجالية المغربية. لكن هذه المرة وما لم يكن منتظرا هو ظهور خطاب ديني جديد له ارتباط بقضية اجتماعية في المغرب وهي الحراك الشعبي في الريف.

واعتادت المساجد في أوروبا التي يقصدها المغاربة الحفاظ على مسافة من الأوضاع السياسية في المغرب بل ومعظم الأئمة يدعون الى الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين، باستثناء المساجد التي توجد تحت هيمنة العدل والإحسان أو حركات دينية أخرى. لكن ارتفاع وجود أئمة مرتبطين بسلطات دول المهجر وهو ما يعرف ب “الإسلام الأوروبي” أو من تمويل ذاتي للمصلين جعل هذا التطور الحالي ممكنا خاصة في دولة مثل هولندا التي بها جالية مغربية كبيرة منحدرة من منطقة الريف شمال المغرب. وقد يكون هذا التطور مقدمة لتعزيز خطاب ديني نقدي في أوروبا تجاه المغرب، علما أن بعض الأئمة هو من أبناء الجيل الثاني المتحررين من الكثير من القيود.

وبدأ يترتب عن الحراك الشعبي في الريف الذي اندلع منذ سنتين بسبب مقتل تاجر للسمك فكري في الحسيمة  تطورات سياسية في أوروبا. والى جانب هذا المستجد المرتبط بالقطاع الديني، فقد تحولت عدد من مدن أوروبا الى مسرح لتظاهرات أسبوعية تندد بسياسة الدولة المغربية تجاه الريف علاوة على مبادرات سياسية في البرلمان الأوروبي والمفوضية وبرلمانات دول أوروبية أخرى.

 

Sign In

Reset Your Password