مفاتيح لفهم تطورات إسقاط سوريا لطائرة ف 16 وتكرار نتائج سيناريو ضرب حزب الله دبابات ميركافا صيف 2006

مقاتلة ف 16 الإسرائيلية الأكثر تطورا في العالم

جرى إسقاط طائرة ف 16 إسرائيلية يومه السبت في الأراضي السورية، ويجهل هل قامت بذلك مضادات الطيران السورية أم الإيرانية بحكم أن الموقع المستهدف كان إيرانيا. ويمكن اعتبار هذا الحادث بمثابة بداية منعطف في الخريطة العسكرية في الشرق الأوسط على شاكلة ما جرى في حرب صيف 2006 بين لبنان وإسرائيل. ومن المفاتيح لفهم ما جرى:

-طيلة العقود الأربع الأخيرة، ضمنت إسرائيل تفوقا كبيرا في القوة الجوية، حيث استطاعت ردع كل الدول العربية خاصة القريبة منها مثل الأردن وسوريا والعراق ومصر بسلاح الجو. ولم يتم إسقاط أي طائرة كانت تغير على لبنان أو سوريا خلال العقدين الأخيرين. وبعبارة أخرى “إسرائيل كانت تعربد في أجواء الشرق الأوسط”.

-الطائرات الإسرائيلية من نوع ف 16 وف15 تعتبر الأكثر تقدما في العالم، فهي تتوصل من الولايات المتحدة بالنسخة الحقيقية التي تتوفر على كل عناصر القوة من تصويب دقيق ورادارات متطورة (عكس النسخ التي باعتها واشنطن للعرب المحدودة)، بل وتعمل لاحقا على إضافة  عناصر قوة مثل الرفع من مستوى التشويش الإلكتروني المتفوقة فيه إسرائيل. والطائرة التي هاجمت سوريا متطورة للغاية لأنها تعمل بربانين، الأول يتولى الملاحة والثاني التصويب وضرب الأهداف عكس ف 16 بربان واحد.

 

من أسقط مقاتلة ف 16؟

ورغم هذا التفوق العسكري الاستراتيجي، تنجح سوريا أم مضادات إيرانية في الأراضي السورية في إسقاط ف 16 الإسرائيلية. وهنا يتم طرح التساؤل: هل نجحت المضادات نظرا لأسلحة دفاع جديدة ومتطورة تتوفر عليها سوريا أو إيران، أم نتيجة خطئ فني من الربان؟

اللافت هو أن الهجوم الإسرائيلي جاء بعد دخول طائرة بدون ربان إيرانية الى المجال الجوي الإسرائيلي، وهناك يمكن الحديث عن خدعة إيرانية لجر إسرائيل لمصيدة بهدف تجريب سلاح جديد مضاد للطيران، ونجحت الخطة في إسقاط أهم جواهر سلاح الجو الإسرائيلي، ربما يتعلق الأمر ب ف 16 العاصفة من نوع إي.

في الوقت ذاته، تحاول إسرائيل الإيحاء بأن إسقاط الطائرة ربما جاء عن طريق الخطء الفني، أي خطئ من طرف الربان، لهذا حاولت إعادة الهجوم على الأراضي السورية مرتين لترسل رسالة أن إسقاط الطائرة هو عن طريق الصدفة وليس قفزة نوعية في المضادات السورية، وبالتالي لا يمكن لإيران وسوريا التمتع بثقة النفس الزائدة. لكن كل المؤشرات تبرز فشل إسرائيل في هذه الاستراتيجية لسببين، الأول وهو أن مضادات سورية اعترضتها ودفعت بالمقاتلات الإسرائيلية الى الابتعاد، ولجأت إسرائيل الى استعمال الصواريخ ضد مواقع عسكرية سورية وليس القصف الجوي. والسبب الثاني هو تصريحات إسرائيل بطلب عدم التصعيد الحربي، وهذا ليس من طبائع إسرائيل لأنها عسكريا تستعمل قوتها “لجعل الآخر يحس بالمهانة والخوف الدائم”. ويبقى المثير في الأمر، هو توجيه سوريا صواريخ ضد أهداف إسرائيلية في الأراضي الإسرائيلية، مما يعني اكتساب دمشق ثقة في مواجهة الطيران الإسرائيلي.

ومن جانب آخر، قد تكون موسكو شعرت بنوع من المهانة جراء قيام إسرائيل بالهجوم على سوريا بينما قواتها تتواجد في هذا البلد. وبما أن القوات الروسية لا يمكنها ضرب إسرائيل، فقد تكون زودت القوات الإيرانية والسورية بمضادات طيران متطورة، مما أدى الى إسقاط ف 16 الإسرائيلية.  وقالت مصادر سورية أن صواريخ سام 5 أو إس 200 هي التي أسقطت المقاتلة الإسرائيلية، لكن هذا الرأي ضعيف لأن سوريا لديها هذه المضادات، ولم تنجح في إسقاط أي مقاتلة في الماضي، وبالتالي نحن أمام سلاح جديد.

فريق إسرائيلي يجمع بقايا ف 16

ف 16 وسيناريو دبابة ميركافا

إسقاط طائرة من نوع ف 16 متقدمة للغاية يعني بداية منعطف عسكري جديد لأنه يشكل بداية نهاية التفوق العسكري الإسرائيلي المطلق في أجواء الشرق الأوسط. وهذا سيحمل انعكاسات سياسية وعسكرية كبيرة. ويمكن مقارنة ما حدث اليوم بما حدث في حرب صيف 2006 عندما استطاع حزب الله تدمير العشرات من دبابات ميركافا الإسرائيلية مانعا الغزو البري، ونجح في ضرب البارجة الشهيرة ” حانيت”، مما جعل البحرية الإسرائيلية تبتعد عن مياه لبنان.

منذ ذلك التاريخ، لم تعد إسرائيل تعربد عسكريا على لبنان آخذة بعين الاعتبار قوة حزب الله، والآن قد يبدو أن الأمر يتكرر مع سوريا، خاصة وأن هذا البلد الأخير قد دمر جراء الحرب خلال السنوات الأخيرة ولم يعد هناك ما يفقده إذا دخل في حرب مع إسرائيل.

Sign In

Reset Your Password