محلل فرنسي يؤكد أن الحرب ستكون كارثية بين المغرب والجزائر وأنهما يخوضان صراعا بالوكالة

العلم المغربي والجزائري

كشف مصدر جزائري لجريدة لوبنيون الفرنسية عن استعداد الجزائر خوض حرب مع المغرب في الوقت الراهن مستغلة تفوقها العسكري، الأمر الذي سوف لن يكون في ظرف ثلاث سنوات بسبب التحالف مع إسرائيل. وحذر المحلل الجيوسياسي الفرنسي الشهير بونيفاس بأن الحرب ستكون كارثية على البلدين، ودعا الى عدم لعبهما أدورا أكبر منهما.

وفي هذا المقال المنشور أمس الثلاثاء بعنوان “الجزائر مستعدة للحرب مع المغرب إذا تطلب الأمر”، وموقع من طرف الصحفي جان دومنيك مارشان يتناول فرضية الحرب بين البلدين على ضوء التوتر القائم بينهما منذ شهور لاسيما بعد قطع العلاقات بينهما.

وتعتبر الجريدة في توقيع المغرب وإسرائيل اتفاقية أمنية حدثا يفاقم العلاقات بين البلدين وقد يؤدي الى هذه المواجهة بعدما أكدت الجزائر أنها مستهدفة بالدرجة الأولى من هذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها يوم 24 نوفمبر الماضي. وعلاقة بهذا، تذهب بعض الكتاب المغربية الى ربط توقيع الاتفاقية بسبب تصرف الجزائر العسكري.

وتنقل الجريدة عن مصدر جزائري “الجزائر لا ترغب في الحرب، ولكنها مستعدة لخوضها، وإذا كان يجب خوضها، فمن الأحسن الآن لأننا في الجزائر متفوقين عسكريا وعلى جميع المستويات على المغرب، الأمر الذي سوف لن يكون في ظرف سنوات قليلة”. وتابع المصدر قائلا “ما يقلق الجزائر هو الدعم الإسرائيلي للمغرب الذي سيغير من الوضع العسكري، ونعتقد أنه قد يحدث في ظرف ثلاث سنوات”.

وتستطرد الجريدة الأسباب التي قد تؤدي الى الحرب بين البلدين، أي استغلال حدث ما، علما أن الجزائر هددت بالرد العسكري انتقاما لمقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف يفترض أن المغرب نفذه يوم 1 نوفمبر الماضي في منطقة تقع وراء الجدار العازل في الصحراء الغربية.

وتأتي تصريحات المصدر المسؤول للجريدة الفرنسية والتي لم تنفيها السلطات الجزائرية، لتبرز استمرار خطر المواجهات العسكرية بين المغرب والجزائر بسبب تراكم المعطيات والأحداث التي تفاقم من التوتر بين البلدين.

وتشير الجزائر الى تفوقها العسكري على المغرب بسبب أسلحة نوعية حصلت عليها من روسيا مثل الغواصات الثمانية التي تمتلكها وصواريخ مثل كالبير وإسكندر علاوة على منظومة دفاع إس 400 وبعض الطائرات المتقدمة من عائلة سوخوي، وتدرك أن المغرب سيعمل على التقليل من هذا الفارق العسكري لاسيما في ظل الأسلحة التي سيتوصل بها مثل نظام باتريوت للدفاع الجوي ثم طائرات إف 16  سواء التي سيتم اقتناءها أو التي يجري تطويرها في الولايات المتحدة نحو نسخة متقدمة تعرف ب فيبر. علاوة على الأسلحة التي يحصل عليها من دول مثل تركيا والصين ومستقبلا أسلحة نوعية إسرائيلية.

وعلاقة بالصفقات الكبرى من الولايات المتحدة، كانت واشنطن قد صادقت خلال مارس/آذار 2019 على بيع المغرب 25 طائرة مقاتلة إف 16 وبالضبط  من نوع  F-16C/D Block 72 بقيمة 3 مليار و787 مليون. ثم تطوير 23طائرة من إف 16 متواجدة لدى المغرب الى ف 16 فيبر التي تعد طائرة من الجيل الرابع لكن راداراتها وبعض التقنيات الأخرى هي من الجيل الخامس وتشبه ف 22 وباعتها الولايات المتحدة فقد للتايوان حتى الآن وهناك نسخة أقل اقتنتها الإمارات العربية. وستكلف عملية تحديث ف 16 ميزانية تقدر ب 985 مليون دولار. وتقوم ف 16 فيبر بمهام متعددة بالهجوم والاعتراض بحرا وبرا.

ومن شأن توصل المغرب بهذه الأسلحة أن يحقق توازنا عسكريا مع الجزائر ويقترب كثيرا من اسبانيا، علما أن هناك صفقات تنتظر الرباط أن يفرج عليها الكونغرس الأمريكي مثل صفقة طائرات بدون طيار.

حرب بالوكالة

في غضون ذلك، يرى المحلل الفرنسي جيوسياسي الشهير باسكال بونيفاس في شريط جديد له في يوتوب الثلاثاء من الأسبوع الجاري أن تراكم الأحداث السلبية بين المغرب والجزائر منذ الصيف الماضي مقلق للغاية وجعل المنطقة مثل برميل بارود قابل للانفجار. وبعض الخوض في التوازن العسكري وقلق الجزائر الشديد من الاتفاقية التي وقعها المغرب وإسرائيل، يرى أنه في حالة اندلاع الحرب فستكون كارثية وستقود الى المجهول. وحذّر البلدان نم أن المواجهة بينهما تأخذ أبعادا كبرى تتجاوزهما بعدما تحولت تقريبا الى مواجهة بالوكالة نيابة عن روسيا والصين وإيران في مواجهة الغرب وأساسا الولايات المتحدة وإسرائيل.

واعتبر أنه في غياب وساطات، فالخروج من الوضع الخطير الحالي رهين بمن سيأخذ سماعة الهاتف للاتصال بالطرف الآخر، في إشارة الى مبادرة من ملك المغرب الملك محمد السادس أو الرئيس الجزائري عبد العزيز تبون.

Sign In

Reset Your Password