توجه واشنطن “لتبرئة” إيران من الهجوم على “أرامكو”.. وتقليص لوجودها العسكري في الخليج

تواجد السفن العسكرية يوم فاتح أكتوبر الجاري

 تشير معطيات جديدة إلى عدم تحميل الولايات المتحدة إيران المسؤولية المباشرة للهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو السعودية، وذلك في تكرار لسيناريو شبيه بالألغام التي استهدفت حاملات نفط في خليج هرمز في يونيو/ حزيران الماضي. ويحدث هذا في وقت عادت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إلى تقليص التواجد العسكري بالخليج العربي عبر سحب المدمرة الشهيرة “بوكسر”.

وكان البنتاغون قد أكد في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي أنه يدرس مع فريق سعودي تحديد الجهة التي تقف وراء الهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو، وبعد مرور أسبوعين لم يتم تقديم أي معلومات علما أن العملية ليست صعبة للغاية من خلال قراءة بيانات الرادارات والأقمار الاصطناعية وكيفية ضرب الصواريخ المجنحة للمجمع أكثر من الطائرات المسيرة.

وكانت المفاجأة عندما صرح نائب قائد القيادة الوسطى الأمريكية تشانس سالزمان للصحافة قبل أيام قائلا “نتمنى لو أنه كان بالإمكان رصد كل شيء في المنطقة وإصدار تحذيرات قبل أي تهديد، لو حدث ذلك لكانت القوات الأمريكية ستتصدى للهجوم، ولن تكتفي بالتحذير، لكن المساحة واسعة ولا يمكن رصدها”.

واعتمادا على هذا التصريح، يبدو أن البنتاغون قد توصل إلى احتمال عدم تورط إيران مباشرة في ضرب أرامكو، على اعتبار أنه يراقب إيران على مدار 24 ساعة بالرادارات والطائرات المسيرة والأقمار الاصطناعية لأنها “المصدر الرئيسي للقلق” في الوقت الراهن. مع الأخذ بالاعتبار دقة آليات الرصد الأمريكية إذ سيكون من المستحيل عدم رصد الصواريخ المجنحة التي استهدفت أرامكو.

وبالتالي، فإن هذا التصريح في غاية الأهمية لأن القيادة الأمريكية الوسطى التي من مهامها مراقبة إيران تؤكد عدم تيقنها من تورط الأخيرة في الهجوم، وهي مقدمة لمزيد من الغموض وعدم اتخاذ واشنطن أي إجراء عسكري مستقبلا. وبالتالي أمام غياب تقرير مقنع للبنتاغون “ستبقى إيران متهمة سياسيا وبريئة عسكرية”. وبهذا يتكرر سيناريو الهجمات ضد حاملات النفط في مضيق هرمز خلال يونيو/ حزيران الماضي، حيث لم تؤد التحقيقات إلى أي نتيجة ولم يتم اتهام أي دولة وبقيت شبهات حول دور مفترض لإيران.

وترفع الولايات المتحدة من مؤشرات غياب أي رد فعل عسكري، إذ عادت لتقلص من وجودها العسكري في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، حيث سحبت المدمرة “بوكسر” من مياه البحر الأحمر والخليج العربي نحو شرق آسيا وتحديدا في المياه القريبة من ماليزيا وبروناي، وفق الخريطة الجديدة التي صدرت، الإثنين، بشأن انتشار السفن الحربية الأمريكية التي يصدرها المركز القومي للبحرية الأمريكية.

وفي المقابل، أبقت واشنطن على حاملة الطائرات “إبراهام لنكولن” فقط التي تتواجد منذ مايو/ أيار الماضي في بحر العرب دون الدخول إلى الخليج العربي لقاعدتها في البحرين، مقر الأسطول الخامس، وهو ما يحدث لأول مرة.

يذكر أنه عندما شنت واشنطن الحرب على العراق في عام 2003، تمركزت ست حاملات طائرات بمنطقة الخليج العربي وبحر العرب للمشاركة في الضرب الحربي.

Sign In

Reset Your Password