لنفي شائعات محور مصر-الجزائر وحفاظا على العلاقات الثنائية، القاهرة تعتذر للمغرب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار يوم 5 يوليوز

اعتذرت مصر رسميا عن الإساءة الصادرة عن مذيعة أماني الخياط في قناة مصرية “أون تي في” في حق الشعب المغربي بوصفه بنعوت مسيئة وسلبية، وغادرت المذيعة القناة. وتحاول مصر تفادي التوتر مع شعوب العالم العربي في وقت ما زال جزء هام من الرأي العام العربي يعتبر الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي فاقد الشرعية لأنه وصل الى السلطة بفضل ما يصنفه البعض بانقلاب عسكري.

وكانت الصحفية أماني الخياط من قناة تيفي أون وفي إطار الحملة التي يشنها عدد من الصحفيين المصريين على كل الحركات التي يفترض أنها تدخل في عداد الإخوان المسلمين قد هاجمت حكومة عبد الإله ابن كيران، متهمة إياها بأن اقتصاد المغرب أصبح يقوم على الدعارة وتتفشى في البلاد السيدا.

وخوفا من أي انزلاق للعلاقات الثنائية بين الرباط والقاهرة، لم يصدر المغرب الرسمي بيانا علنيا عبر وزارة الخارجية أو السفارة في القاهرة يندد فيه بهذه التصريحات، بل جاءت مواقف التنديد من طرف نشطاء حقوقيين وإعلاميين ومغاربة في شبكات التواصل الاجتماعي. ونقلت جريدة وادي مصر اليوم أن الرباط تعرضت لضغوطات الرأي العام لتطالب القاهرة باعتذار.

ورغم تقديم الصحفية أماني الخياط اعتذارا مطولا للشعب المغربي، فقد تعاظمت ردود فعل الشارع المغربي كما ارتفع التنديد الصادر عن أصوات مصرية سواء من سياسيين وإعلاميين أو دعاة إسلاميين.

وغادرت أماني الخياط القناة، وفق وساسل الاعلام المصرين، واليوم تعلن وزارة الخارجية المصرية عن تقديم اعتذار  رسمي للمغرب في اتصال لوزيره الخارجية سامح شكري مع وزير الخارجية صلاح الدين مزوار. ويقول بيان دبلوماسية مصر أن “هذه العلاقات لا يمكن النيل منها باعتبار أنها تضرب بجذورها في التاريخ”، فضلاً عما يجمع بين شعبيهما الشقيقين من “مصير واحد وهوية وتطلعات ومصالح مشتركة”، مشيدا بـ”عمق وصلابة ومتانة العلاقة الثنائية بين البلدين”.

وبحسب البيان، شدد الوزير المصري خلال حديثه أنه “لا يجب ولا يتعين السماح بالمساس بهذه العلاقات تحت أي مبرر والالتزام سوياً بالعمل علي تطويرها والرقي بها في مختلف المجالات بما يليق بحجم ومكانة البلدين وتطلعات شعبيهما”، مجدداً “اعتزاز مصر الكامل حكومة وشعباً بقيادة وشعب المملكة المغربية الشقيقة ودورهما التاريخي في خدمة القضايا العربية والإسلامية”.

اعتذار بطعم نفي الميل للجزائر

وتقف عوامل متعددة وراء قرار دبلوماسية مصر تقديم الاعتذار بعد قرابة أسبوع من صدور هذه التصريحات. وعلى رأس هذه العوامل تعاظم احتجاج المغاربة الذي بدأ يتطور ويمتد الى انتقادات قوية الى الرئيس عبد الفتاح السيسي، علما أن من مهام دبلوماسية مصر هو تعزيز شعية السيسي في الشارع العربي، هذا الشارع الذي مازال منقسم حول أحداث مصر بين اعتبار ما جرى يوم 30 يونيو ثورة وبين من يعتبره انقلابا عسكريا ضد الشرعية التي كان يمثلها الرئيس محمد مرسي.

ويتجلى العامل الثاني في تزامن هذه الإساءة وزيارة عبد الفتاح السيسي الى الجزائر وانفتاح الصحافة المصرية بشكل غير مسبوق على جبهة البوليساريو، وهو ما جعل المغاربة يتحدثون عن مخطط جزائري-مصري لاسيما وأن الجزائر هي التي أعادت مصر الى الاتحاد الإفريقي وتزودها حاليا بالغاز.

وعلاقة بالعامل الثالث، رغبة مصر عدم فقدان دولة المغرب في وقت كان النظام المغربي من الدول التي أبدت دعما للرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو موقف الملك محمد السادس الذي نقله مزوارد الى السيسي يوم 5 يوليوز الجاري في لقاء في القاهرة.

ولم تجد دبلوماسية القاهرة سوى استغلال المناسبة الأولى للتعبير عن رفض تصريحات غير مسؤولة لطينة من الصحفيين التي ظهرت مؤخرا في مصر، ويجمع الكثيرون على افتقادها للبقاة الإعلامية، وفي الوقت نفسه، لتنفي القاهرة عن نفسها اتهامات الميل للجزائر.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password