قمة برشلونة الأورو-المتوسطية تطالب بمواجهة مشتركة ضد الحركات الجهادية

احتضنت مدينة برشلونة الإسبانية يومه الاثنين قمة لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وأغلبها دول عربية مثل المغربي العربي، وتمحورت حول مكافحة الحركات الجهادية وكذلك ظواهر أخرى مثل الهجرة السرية، بينما لم يقدم العرب ومنهم المغرب بطرح مشاكل الجالية العربية في الاتحاد الأوروبي مثل المعاناة من العنصرية والتهميش.

وافتتحت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني هذا اللقاء الذي لم ينعقد مثله منذ سنوات وبالضبط سنة 2008 بخطاب ركزت فيه على مخاطر الحركات الجهادية على الأمن في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، واستشهدت من ضمن الأمثلة العمليات الإرهابية التي مست باريس خلال يناير الماضي وتونس خلال مارس الماضي.

وفي محاولة لتجاوز الاختلافات الثقافية والسياسية بين الضفتين، قالت المسؤولة الأوروبية “لا يتعلق الأمر بنحن وأنتم بل نحن جميعا وهم”، في إشارة الى مواجهة الجميع للتطرف والإرهاب، مؤكدة على النسبة الكبيرة لدول أوروبا والمتوسط في ماوجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد التعايش.

لكن هذه المسؤولة اعترفت بالمخاطر التي تحذق بدول الجنوب بسبب هشاشة الأمن في الكثير منها وعلى رأسها ليبيا وسوريا والمخاطر التي قد تنتقل للباقي بما فيها أوروبا. واعترفت بالعراقيل التي اعترضت الحوار بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة بسبب تداعيات الربيع العربي في الضفة الجنوبية للمتوسط وبسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت دول الاتحاد الأوروبي.

وبدوره ألقى رئيس الحكومة ماريانو راخوي بصفته البلد المضيف للقمة خطابا طالب فيه بإعادة النظر في سياسة الجوار بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط نحو علاقات أمتن وكذلك نحو الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المتجلية في التحدي الذي تشكله الحركات الجهادية، مشيرا الى أن  برشلونة التي تحتضن القمة شهدت الأسبوع الماضي تفكيك خلية خطيرة كانت تخطط لضرب مصالح استراتيجية في هذه المدينة.

ورغم مشاركة عدد من وزراء الدول العربية وخاصة المغاربية، حضر في الأجندة فقط مطالب الدول الأوروبية أو الاتحاد الأوروبي، بينما لم يتقدم وزراء الخارجية المغاربيين بطلب الى نظرائهم الأوروبيين بضرورة معالجة العنصرية التي تعاني منها الجاليات المغاربية في مختلف دول الاتحاد الأوروبي. ولا يمتلك الوزراء العرب تصورا للقضايا المشتركة مع الاتحاد الأوروبي لغياب إطار، حيث لا تلعب الجامعة العربية دورا في هذا الشأن، كما أن اتحاد المغربي العربي مجمد منذ نشأته.

وعمليا، يشهد الحوار بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية المطلة على البحر المتوسط جمودا خلال السنوات الأخيرة بسبب الربيع العربي والأزمة الأوروبية وفشل مبادرات الاتحاد الأوروبي مثل “الاتحاد من أجل المتوسط” الذي عوض سنة 2008 مسلسل برشلونة الشهير الذي كان قد انطلق سنة 1995.

ومنذ سنوات لم يعد الاتحاد الأوروبي يمتلك خارطة طريق دبلوماسية في تعاطيه مع الدول الجنوبية للمتوسط بسبب النزاعات في عدد منها وبسبب غلبة المواضيع الأمنية مثل الإرهاب والهجرة السرية على الأجندة المشتركة.

المغرب في القمة

وشارك المغرب في اللقاء بعرض أفكار قدمها وزثر الخارجية صلاح الدين مزوار، وجاء في ملخص مداخلته التي نشرها موقع الوزارة في شبكة الإنترنت: ” ستعداد المغرب للمساهمة بطريقة بناءة في وضع تصور مشترك لمستقبل سياسة الجوار الجديدة آخذا بعين الاعتبار دينامية التحولات التي تشهدها المنطقة وانتظارات شعوبها بما يضمن لها تحقيق السلم والاستقرار والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة لجميع الأطراف في إطار الاحترام المتبادل لخصوصيات الدول الثقافية والحضارية والسياسية وسيادتها.

وتضيف ” كما شدد السيد مزوار على أهمية تبني سياسات مشتركة حول القضايا الإستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، مثل محاربة الإرهاب والتطرف والتنمية المستدامة ومسالة الهجرة وتنقل الأشخاص وتدبير الأزمات، مع استحضار التجارب الناجحة في جميع هذه المجالات.

ويؤكد وفق موقع الوزارة “كما أكد السيد الوزير على أهمية إعطاء الأولوية لقضايا التنمية وتقاسم الثروات بين ضفتي المتوسط، مشددا على ضرورة أخذ السياسات الاقتصادية الأوربية لهذا المبتغى بعين الاعتبار. كما شدد على أهمية تدفق الاستثمارات الأوربية نحو جنوب الأبيض المتوسط لدعم التنمية بهذه الدول، مع تشجيع التعاون جنوب-جنوب.

 

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password