قائد القوات البرية السابق في اسبانيا يطالب بمحاكمة رئيس الحكومة ويعتبره تهديدا للأمن القومي

رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتيش

طالب قائد القوات البريّة الإسبانية سابقاً، الجنرال المتقاعد فولسنيو كول بوشر، بضرورة محاكمة رئيس الحكومة المؤقت، بيدرو سانتيش، بتهمة المس بالأمن القومي للبلاد نتيجة المفاوضات التي يجريها مع الحركات القومية واليسار الراديكالي لتشكيل الحكومة المقبلة. واعتبرت الأوساط هذه التصريحات خطيرة لأن الأمر يتعلق بجنرال كان حتى الأمس القريب يشغل منصب قائد القوات البرية بين عامي 2008 و2012.
وجاءت تصريحات الجنرال في مقال كتبه الأربعاء الماضي في جريدة الموندو النسخة الخاصة بجزر الباليار وبعد انضمامه إلى الحزب القومي اليميني المتطرف فوكس، مؤكداً أن لا أحد يعلم مسار المفاوضات التي يجريها زعيم الاشتراكيين، بيدرو سانتيش، ولكنها تمس وحدة البلاد وأمنها وتخدم فقط مصالحه الشخصية. وفي المقابل، ناشد مؤسسات الدولة بالتحرك السريع لاعتقال رئيس الحكومة ومحاكمته ومنعه من تجديد رئاسته للحكومة.
ورغم انتمائه إلى حزب يعد القوة الثالثة في البرلمان، وهو حزب فوكس القومي المتطرف، إلا أن هذا الجنرال يشكك في شرعية البرلمان وخاصة ارتفاع نسبة الأحزاب الممثلة فيه بعدما انهارت الثنائية الحزبية التي حكمت البلاد خلال الأربعين سنة الماضية، والمتمثلة في الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي المحافظ. ويركز كثيراً في مقاله على الأحزاب السياسية القومية في كتالونيا وبلد الباسك والتي يعتبرها غير شرعية ولا مكان لها في البرلمان الوطني الإسباني. ومن الصدف، أنه رغم التوتر السياسي وما يجري في كتالونيا، يتفاوض الحزب الاشتراكي مع الحزب القومي الباسكي والحزب الجمهوري الكتالاني من أجل توفير النصاب القانوني في البرلمان لتشكيل الحكومة.
ومن ضمن الانتقادات الحادة التي يوجهها للطبقة السياسية هي عدم التفريق بين مصالح البلاد والتكتيك الانتخابي، ويعتقد أن رئيس الحكومة المؤقت يمس بأمن البلاد لأنه يتعامل مع انفصال كتالونيا كملف يمس الوضع الأمني وليس كحركة تمرد تهدد أسس ووحدة البلاد. ويرى في هذا سوءاً لاستعمال السلطة.
ويضمن الدستور للجنرال المتقاعد حرية التعبير، لكن جريدة الباييس اعتبرت مواقفه خطيرة للغاية على السياسة والوضع في البلاد لأنه شغل أعلى المراتب العسكرية حتى الأمس القريب، بمعنى أن الضباط الذين كانوا تحت قيادته يستمرون في الخدمة العسكرية وفي رتب عليا، وهذا يعني احتمال التأثير عليهم بمواقفه القومية المتطرفة. وقارنت بعض الصحف ما يطالب به الجنرال بما يجري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي سيحاكمه مجلس الشيوخ بتهمة سوء استعمال السلطة.
والمثير أن الحكومة الاشتراكية السابقة إبان خوسي لويس رودريغيث سبتيرو هي التي عينته قائداً للقوات البرية وليس اليمين، ولكنه بدأ حياته العسكرية عام 1966 إبان الحكم الدكتاتوري للجنرال فرانسشيسكو فرانكو، ويعد من القادة العسكريين القلائل الذين التحقوا بالخدمة العسكرية قبل الانتقال الديمقراطي. وبدأ الحزب القومي المتطرف فوكس يضم إلى صفوفه قادة عسكريين كبار، ويوجد ضمن نوابه في البرلمان ثلاثة جنرالات سابقين.

Sign In

Reset Your Password