في ظل البرودة بين المغرب وروسيا، موسكو تستقبل وفدا عن البوليساريو وتشدد على قرارات الأمم المتحدة

مبعوث الرئيس الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف

تستمر العلاقات بين الرباط وموسكو غامضة ويوحي الجانب المغربي عن عدم رضاه عن المنحنى الذي تتخذه روسيا في ملف نزاع الصحراء. وعلاقة بهذا، استقبلت موسكو وفدا من البوليساريو يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري لمعالجة مستقبل هذا النزاع، مؤكدة على قرارات الأمم المتحدة.

وارتباطا بالنقطة الأخيرة، استقبل مبعوث الرئيس الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف هذا الأربعاء وفدا عن جبهة البوليساريو التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء الغربية. ويأتي هذا الاستقبال أسبوعا واحدا قبل الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي لبحث قرار جديد حول الصحراء والمصادقة عليه.

ويبرز بيان وزارة الخارجية الروسية معالجة اللقاء في موسكو مع وفد البوليساريو آفاق البحث عن حل للنزاع ثم الإجراءات والظروف الخاصة بالمصادقة المرتقبة لمجلس الأمن على قرار تمديد مهام قوات المينورسو في الصحراء.

ويقول البيان “شدد الجانب الروسي على موقفه الثابت المؤيد للبحث عن حل سياسي لهذا المشكل الطويل زمنيا، مقبول من أطراف النزاع المعترف بها دوليا “المغرب والبوليساريو” على قاعدة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.  ويضيف البيان بمعالجة اللقاء الإجراءات المعرقلة للتأثير على وضع الصحراء الغربية. ويبرز البيان “ضرورة مواصلة الجهود المنسقة للمجتمع الدولي بهدف تحقيق حل عادل ومستدام يستجيب للمصالح الأساسية لشعوب المغرب العربي ، بما في ذلك مهمة إقامة تعاون فعال في مكافحة التحديات والتهديدات المشتركة. وفي هذا السياق ، تم الإعراب عن التأييد لأنشطة المبعوث الشخصي المعين حديثا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ، ستافان دي ميستورا”.

ويأتي البيان بهذه النبرة ليؤكد قلق أو على الأقل التحفظ المغربي من الموقف الروسي من خلال عبارتين واردتين فيه، الأولى وهي “الأطراف المعترف بها دوليا: المغرب وجبهة البوليساريو”. وكانت موسكو لا تشدد على هذه النقطة، ولكنها يبدو أنها تتماشى والموقف الجزائري الذي أعلنه عنه مؤخرا الدبلوماسي المكلف بملف الصحراء عمار بلاني بعدم المشاركة مستقبلا في طاولة المفاوضات المتعددة الأطراف ليبقى الأمر مقتصرا فقط على المغرب وجبهة البوليساريو. وجاء الموقف الجزائري بعد تصريحات سفير المغرب في الأمم المتحدة عمر هلال بأن حضور الجزائر في طاولة المفاوضات يعد دليلا على أنها طرف في النزاع.

أما العبارة الثانية الواردة في البيان فهي الإشارة الرافضة للإجراءات المضادة لتغيير وضع الصحراء، وهو موقف روسي ينتقد فيه سواء المغرب أو حلفاءه الذين يرغبون في جعل الحكم الذاتي للصحراويين تحت سيادة المغرب هو الحل الوحيد القابل للنقاش.

وتأتي هذه التطورات في ظل برودة تمر منها العلاقات بين المغرب وروسيا. ويجري الحديث عن قلق المغرب من اقتراب مليشيات فاغنر، الذراع غير المباشر للسياسة الخارجية لروسيا في مناطق النزاعات ومنها، من منطقة الساحل في مالي ونسبيا من الصحراء. ثم وجود خبراء عسكريون روس في الجزائر  وتبني موسكو لهجة متشددة في نزاع الصحراء خلال الشهور الأخيرة.

 

Sign In

Reset Your Password