أقدم الجيش الفنزويلي هذه الأيام على نشر منظومة الدفاع إس 300 الروسية وخاصة في ضواحي العاصمة كاراكاس، تحسباً لأي هجوم أمريكي مباغت، رغم أن التحاليل العسكرية تشير الى صعوبة تنفيذ عمل عسكري لإنهاء الأزمة في هذا البلد.
وجدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تهديداته لفنزويلا بتواجد كل الاحتمالات بما فيها الحل العسكري، وذلك في تصريحات جديدة ،يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري، بمناسبة استقباله زوجة رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، وزعيم المعارضة، خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد يوم 23 يناير الماضي بدل الرئيس المنتخب نيكولا مادورو.
وتزامنت هذه التهديدات مع وصول خبراء عسكريين روس الأسبوع الماضي الى فنزويلا، ويعتقد أنهم سيتولون تدريب القوات الفنزويلية على استعمال السلاح الروسي المتطور.
وأكدت مجلة «مليتاري واشت مغازين» العسكرية التي تصدر في الولايات المتحدة في تقرير لها، أمس، بقرار الجيش الفنزويلي نشر بطاريات إس 300 وهي من نوع «اس 300 في ام» التي تعتبر الأكثر تطوراً وخاصة بمواجهة المقاتلات ولا تتوفق عليها سوى نسخة «اس 300 في 4» المتخصصة في اعتراض صواريخ كروز والباليستية. والنسخة التي تتوفر عليها فنزويلا أكثر تطورا من النسخة التي باعتها وسيا لنظام دمشق وهي من نوعه س ـ 300 بي ام يو ـ 2».
وتعتبر المجلة أن منظومة إس 300 التي تتوفر عليها فنزويلا تمتلك بعض مواصفات إس 400 خاصة في اعتراض الصواريخ على ارتفاع قصير وحركية الرادارات وضرب أهداف متعددة في وقت واحد، واصفة هذا السلاح بأنه الأخطر على المقاتلات الأمريكية في حالة قصف جوي أمريكي ضد نظام الرئيس نيكولا مادورو. كما تبرز المشاكل التي ستعاني منها المقاتلات الأمريكية بسبب امتلاك فنزويلا أسطول متطور من سوخوي 30 قادر على اعتراض الطائرات المغيرة خارج نطاق تغطية إس 300 خاصة وأن هذه الطائرات مزودة بصواريخ دقيقة تضرب الهدف على بعد 150 كلم.
ورغم التهديدات الأمريكية المستمرة، يسود الاعتقاد بصعوبة تنفيذ الولايات المتحدة لضربات جوية بسبب تلاحم الجيش الفنزويلي وتوفره على عتاد متطور يشكل خطورة على المقاتلات الأمريكية. في الوقت ذاته، الضربات الجوية لن ترقى الى الحل العسكري للأزمة لاسيما في ظل مؤشرات على سيطرة نظام نيكولا مادورو على الأوضاع في البلاد.