فرنسا ترد على الاعتداءات: قصف معقل داعش في سوريا و150 مداهمة لمنازل متطرفين وقرار إغلاق مساجد متشددة

الشرطة الفرنسية في متحف اللوفر في باريس ضمن انتشارها لماوجهة المتطرفين

تعيش فرنسا حالة من الطوارئ لا سابقة لها بعد الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها يوم الجمعة الماضي، فقد شنت ضربات جوية ضد داعش في سوريا، وفي الأراضي الفرنسية نفذت الأجهزة الأمنية 150 عملية تفتيش عن المتطرفين ومصادرة السلاح.

قصف معقل داعش

وبعد الاعتداءات التي خلفت مقتل 129 شخصا وجرح أكثر من 350 قرابة مائة منهم في حالة خطيرة، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند أن فرنسا في حالة حرب بعد تعرضها لعمل إرهابي من رطف جيش إرهابي. وعمليا، لم يتأخر الرد الفرنسي على المستوى الداخلي والخارجي.

وعلاقة بالعمليات الخارجية، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان 10 مقاتلات-قاذفات فرنسية ألقت يومه الأحد 20 قنبلة على الرقة في شرق سوريا دمرت خلالها مركز قيادة ومعسكر تدريب في هذه المدينة التي تعتبر معقل تنظيم الدولة الاسلامية.

ويضيف البيان أن ن “الهدف الاول الذي تم تدميره كان يستخدمه داعش كموقع قيادة ومركز للتجنيد الجهادي وكمستودع اسلحة وذخائر. وكان الهدف الثاني يضم معسكر تدريب ارهابيا”.

وأوضح البيان أن الغارات نفذتها 12 طائرة فرنسية، بينها 10 مقاتلات-قاذفات، انطلقت من الامارات والاردن ونفذت في آن واحد هذه الغارات.

عمليات دهم أوساط إسلامية

وفي تطور آخر، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاثنين ان الشرطة اجرت “اكثر من 150 عملية دهم” في الاوساط الاسلامية في فرنسا منذ اعتداءات باريس الدامية الجمعة.

وفي ليون (وسط شرق) تم ضبط أسلحة بينها قاذفة صواريخ وسترات واقية من الرصاص وعدد من المسدسات وبندقية كلاشنيكوف وأفاد مصدر مطلع على التحقيق عن اعتقال خمسة اشخاص. وتسمح حال الطوارئ في فرنسا بزيادة هامش التدخل لدى الشرطة التي أكدت تنفيذ “عشرات المداهمات”.

وتفيد قناة BFMTV الفرنسية أن عمليات الدهم شملت حتى الإجرام المنظم الذي يتوفر على أسلحة مثل بنادق ومتفجرات، حيث عادة ما يقتني المتطرفون الأسلحة من الإجراءم المنظم.

فرنسا تعتزم إغلاق المساجد المتطرفة

ودائما في إطار الإجراءات التي سيتم العمل بها لمواجهة خطر المتطرفين، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاحد ان الحكومة ستبحث في جلستها المقبلة قرارا بحل المساجد المتشددة، وذلك بعد يومين من اعلان حالة الطوارئ في البلاد اثر الاعتداءات الانتحارية التي استهدفت باريس.

وقال كازنوف عبر قناة فرانس 2 التلفزيونية ان “حالة الطوارئ هي (…) ان نتمكن بطريقة حازمة وصارمة من ان نطرد من البلد اولئك الذين يدعون للكراهية في فرنسا، سواء أكانوا منخرطين فعلا او نشتبه في انهم منخرطون في اعمال ذات طابع ارهابي”.

وأضاف ان “هذا يعني ايضا انني بدأت اخذ اجراءات بهذا الصدد وسيجري نقاش في مجلس الوزراء بشأن حل المساجد التي يبث فيها الدعاة الكراهية او يحضون عليها، كل هذا يجب ان يطبق باكبر حزم”.

كما ذكر الوزير بان الحكومة اقرت “زيادة كبيرة جدا لامكانيات” اجهزة الاستخبارات حتى قبل اعتداءات الجمعة ولا سيما مع “خلق 1500 وظيفة” و”تخصيص حوالى 233 مليون يورو” وتوسيع صلاحيات هذه الاجهزة من خلال “اجراءات تشريعية جديدة”.

وأضاف “هل في اطار الحرب التي نعيشها يجب ان نمضي ابعد من هذا؟ الجواب اعطاه الرئيس ورئيس الوزراء: نعم، يجب ذلك. حالة الطوارئ تتيح الوسائل لفعل ذلك: فرض الاقامة الجبرية، مداهمات.. هذه الوسائل سيتم اللجوء اليها كلها وبالكامل”.

وذكر كازنوف بانه “ايا تكن الاجراءات التي نتخذها في مواجهة همجيين اعلنوا الحرب فان الخطر صفر غير موجود”، مؤكدا ان “هذه الحرب ستنتصر فيها الجمهورية الفرنسية والديموقراطية بسبب القيم التي نحملها والحزم في تنفيذ افعالنا”.

ودعا الوزير الفرنسيين الى “مواصلة الحياة (…) لان الارهابيين يريدون اخضاعنا بالرعب، انه رفض العيش كما فعلنا حتى اليوم بنموذج حضارتنا وحبنا للحرية والثقافة والعيش معا”.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password