عدم اهتمام الدولة بالخبراء المحلين يفسر عجز الحكومة الرد على طلب الملك بشأن هيكلة التكوين المهني

الرهان على الهجرة أمام فشل المشاريع التنموية المغربية

عجزت الحكومة المغربية عن تقديم نموذج خاص بالتكوين المهني الذي طالب به الملك محمد السادس، ويعود هذا العجز الى عدم اهتمام الدولة بالخبراء المحليين واعتمادها في كل المناسبات على مكاتب الدراسات الأجنبية مما جعل البلاد تفشل في الكثير من القطاعات ومنها التنمية.

وكان الملك محمد السادس قد طلب في بداية أكتوبر الماضي من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إعداد هيكلة للتكوين المهني في ظرف ثلاثة أسابيع. وجاء طلب المغرب في الظروف الحالية التي يمر منها الشباب، حيث يرى في الهجرة الأمل الحقيقي للخروج من أوضاعه المعيشية الصعبة. وتنص الرؤية على إحداث جيل جديد من مراكز تكوين وتأهيل الشباب، وتسهيل ولوجهم إلى سوق الشغل. وتعهد العثماني بتقديم الهيكلة في الظرف الزمني الذي حدده الملك. ومرت ثلاثة أسابيع، ثم ستة دون نجاح حكومة العثماني في تقديم الوثيقة التي تهيكل التكوين المهني، وهذا يعود الى أسباب واقعية ومنطقية للغاية، وتتجلى في:

في المقام الأول، المدة الزمنية القصيرة التي حددها الملك، حيث من الصعوبة بمكان تقديم برنامج للهيكلة الشاملة وأساسا منتجة لقطاع التكوين المهني في ظرف ثلاثة أسابيع، بل الأمر يتطلب على الأقل ستة أشهر بسبب ضرورة القيام بزيارات ميدانية الى مختلف مناطق المغرب.

وفي المقام الثاني، سياسة المغرب بالاعتماد على الدراسات التي تنجزها المكاتب الأجنبية، الأمر الذي جعل الوزارات والجامعات بدون خبراء بسبب عدم تكليفهم بالدراسات. وهذا خطئ فادح ارتكبته الدولة المغربية بسبب ظهور نافذين يستغلون هذه الدراسات ويعتبرون ما يقدمه الأجنبي هو الصحيح، رغم اعتماد هذه المكاتب في آخر المطاف على بعض الخبراء المغاربة لإنجاز الدراسة.

Sign In

Reset Your Password