طقوس الولاء والبيعة في المغرب لم تجتمع لها ظروف أسوء من ظروف هذا العام

مشهد من حفل الولاء يتضمن طقوسا مثيرة للجدل

منذ بدا احتجاجات الربيع العربي في المغرب في  2011  وجدت الملكية في المغرب  نفسها في صلب مطالب الإصلاحات ، ويبقى  من أبرزها المطالبة ” بملكية برلمانية” وتقليص صلاحيات الملك والحد من سلطة محيطه.  وكانت طقوس هذا الملكية  خاصة  المتربطة منها  “بالولاء و البيعة”،  كان مصدرا اكبر  لجلب  للانتقادات لهذه المؤسسة.

و كلما اقترب موعد احتفالي  في المغرب يتم فيه توظيف طقوس البيعة والولاء، يجد القصر المغربي نفسه امام موعد جديد من الاحتجاجات على تقاليدها (خاصة الركوع في حفل الولاء)التي يتعاظم رفضها من قبل  القوى الشعبية والحركية المغربية باعتبار انها ” مهينة ولا  تماشي عصر شعب يدرك علاقته بالملك وفق تعاقد موثق بلغة الاعتبار لكرامة الإنسان والمواطن.

 ومع ذكرى عيد العرش لهذا العام حيث يجري تقديم  الولاء والبيعة للملك ، تجدد الجدل في المغرب  بشان جدوى تلك الطقوس، وتكررت مطالب إلغائها و دعوات الاحتجاج عليها، غير أن  طقوس الولاء تلك  لم تصادفها ظروف أسوا من ظروف هذا العام،  فعززت الضغط عليها بشكل اكبر.

وعاش المغرب السنة الماضية على إيقاع جدل  محتدم  على خلفية  رفض القصر المغربي التجاوب مع مطلب إلغاء طقوس الولاء  والبيعة ، وتواعد المحتجون على تظاهرة منددة بعدم التجاوب مع مطالب  طقوس البيعة والولاء فجوبهوا بتدخل عنيف للامن المغربي، حال دون قيامهم بتنظيم تظاهرتهم الاحتجاجية السلمية،  فكان ان فتحت عاصمة الانوار الفرنسية باريس شوارعها  لاحتضان تظاهرة منتقدة بشكل قوي لتلك الطقوس،  ووفرت زخما إعلاميا أكبر لهذا الجدل المحتدم في المغرب ، ووضعت القصر المغربي  في حرج اوسع.

 غير  ان تقديم طقوس الولاء  للملك بالمغرب ، لم تجتمع لها ظروف أسوأ من  ظروف هذه السنة، فقد تزامن عيد العرش مع الفضيحة المترتبة عن تمتع مغتصب أطفال مغاربة بالعفو الملكي، وبظهور معطيات اخرى تصل محيط  القصر بخطأ جعل المؤسسة الملكية في وجه احتجاج شعبي واسع ،فبات الحدث يبرر مطالب  قوى ىشعبية  مغربية عريضة بضرورة مراجعة صلاحيات القصر المغربي ، وبات بشهادة الواقع أن القصر المغربي غير منزه عن الخطـأ.

 ويحدث هذه السنة أيضا  ان  يتسلل إلى  قائمة الرافضين لطقوس الولاء في غفلة من حراس الأحزاب السياسية التقليدية،  نائب من حزب تقليدي تغيب من اجندته مطالب إصلاح الملكية، بل يدفع باتجاه الحفاظ على سلطتها المطلقة، ويتعلق الامر بالنائب البرلماني عن حزب الاستقلال عادل تشيكيطو رفض  المشاركة في طقوس يتم فيها ” الركوع للملك ” أثناء حفل الولاء،  معتبرا  ككل منتقد لطقوس البيعة والولاء، ان ذلك لا يجب إلا في حق الله المخصوص حصرا بهذا الواجب من دون غيره.

 ويرى مهتمون مغاربة ان موقف رفض الركوع في حفل الولاء  من نائب من حزب محافظ كحزب الاستقلال، سيكون له ثقله في ميزان التجادب بين القصر ومحطيه من جهة  والقوى الشعبية المختلفة المطالبة بالغاء طقوس البيعة من جهة ثانية.

ثالث أسوا مصادفة يصادفها موعد تقديم الولاء والبيعة للملك هذا العام، ويسهم في رفع  مياه  الجدل إلى عنق  القصر ومحيطه، زلة المعلق على الانشطة الملكية بالقناة الاولى مصطفى العلوي الذي من فرط حرصه على  تقديس الخطاب والحدث وتمرسه على حفظه، ان خانه لسانه فوصف حفل الولاء ب”حفل البلاء”، في استعارة غير مقصودة،  وقال  المعارضون لطقوس الولاء إن مصطفى العلوي لم يكن ناطقا بحال المعارضين  لحفل الولاء كما كان يوم نطق بتعبيره ذاك.  فلتة العلوي بالتاكيد سوف تمعن في تأثيث السياق الاسوأ الذي يتم فيه  إحياء حفل تقديم الولاء.

ويضيف معلقون اخرون ان زلة العلوي أيضا راكمت المؤشرات على ان العالم  المقدس للسطلة في المغرب بدا من القصر إلى محيطه و إعلامه  قد يخطئ  ويزل.

ولقد وفرت هذا الاخطاء من مؤسسة رهنت  صورتها بمبدأ التنزه عن الزلل ومن محيطها،  سياقا أسوء للتشبت بطقوسها  التي  ستظل دوما مصدر الجدل والتدافع.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password