ساركوزي في المغرب، زيارة مثقلة بالرسائل المشفرة للرئيس فرانسوا هولند

الملك محمد السادس مستقبلا نيكولا ساركوزي يوم 22 يونيو

خصص المغرب استقبالا رفيع المستوى للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ويراهن بهذا مسبقا عليه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولا يمكن فصل حفاوة الاستقبال ببرودة العلاقات بين الرباط وباريس على خلفية قضايا ثنائية وإقليمية ومنها ملف دولة مالي.

وزار ساركوزي المغرب يومه الاثنين من الأسبوع الجاري للاجتماع مع أعضاء حزبه “الجمهوريون”، ولقي ترحيبا في مستوى رؤساء الدول الذين يزورون البلاد، حيث استقبله رئيس الحكومة ووزراء الداخلية والعدل والخارجية علاوة على الملك محمد السادس. ولقيت حفاوة الاستقبال تأويلات متعددة في الصحافة المغربية والفرنسية وكذلك الطبقة السياسية في البلدين.

وأبرزت جريدة لوفيغارو الفرنسية الاهتمام المغربي بساركوزي الى مستوى إقامته في القصر الملكي، وأولت الاستقبال برد فعل مغربي في وقت تمر منه العلاقات بين الرباط وباريس في ظل رئاسة الاشتراكي فرانسوا هولند بتوتر وبرودة.

ويبعد ساركوزي عن نفسه ممارسة ما يسمى “الدبلوماسية الموازية” قائلا في حوار مع جريدة لوباريسيان “أقسم أن زيارتي للمغرب لا تدخل في إطار الدبلوماسية الموازية”، بمعنى تعويض الدولة الفرنسية. لكن في تصريحاته للصحيفة نبه الى أن “العلاقات مع المغرب لا يجب أن تكون ضحية التناوب”، وذلك في إشارة الى تغيير سياسة الإيلزيه تجاه المغرب حسب لون الرئيس، هل من اليمين أم من اليسار.

لكنه لا يمكن فصل الزيارة عن التوتر بين باريس والرباط وسياسية الأولى تجاه منطقة المغرب العربي وخاصة محور فرنسا-الجزائر، لاسيما وأن زيارة ساركوزي تأتي أسبوعا واحدا بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند الى الجزائر.

وأجندة المشاكل بين المغرب وفرنسا هي ثنائية وإقليمية. وعلاقة بالثنائية، يوجد اختلاف حول التعاطي مع الملفات القضائية في الدعاوي التي جرى تقديمها ضد مسؤولين أمنيين مغاربة.

وفي الملف الاقليمي، تتهم الرباط السلطات الفرنسية في ظل الرئيس الاشتراكي هولند بعدم تقدير الدور المغربي في إفريقيا ومحاربة الإرهاب. وينتقد المغرب هولند بتفضيله الجزائر مخاطبا في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. في هذا الصدد، فضلت باريس الرهان على الجزائر في مباحثات السلام في مالي التي جرى توقيعها خلال نهاية الأسبوع الماضي، في وقت تم استبعاد المغرب من المشاركة بل وانخرطت باريس في أطروحة الجزائر بأن المغرب يعمل على عرقلة المفاوضات. ويذكر أن الملف المالي من ملفات التوتر الجديدة بين المغرب والجزائر.

وفي ملف الإرهاب، عمدت باريس الى تهميش المغرب في المؤتمرات الدولية التي احتضنتها حول محاربة داعش، حيث لم يتم استدعاء الرباط رغم أن الخطاب الدبلوماسي المغربي يقوم من ضمن عناصره الجديدة على مساهمة المغرب في محاربة الإرهاب دوليا.

ويبقى الاستقبال الكبير الذي خصصه المغرب لساركوزي هو اتخاذ الرباط موقفا مسبقا من الانتخابات الرئاسية المرتقبة لسنة 2017، فهو يعني أساسا الرهان على ساركوزي واليمين بدل الاشتراكيين واستمرار هولند في الرئاسة.

وتحضر معطيات حول المستقبل الرئاسي لساركوزي وهو تفوق المرشح اليميني الآخر آلان جوبي لدى ناخبي اليمين الذين يفضلونه على الرئيس السابق، ورفض 70% من الفرنسيين عودة ساركوزي للرئاسة أو استمرار هولند، وفق استطلاعات الرأي المحلية.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password