أسطورة الفانتوم الذي ينقل مجانا الشباب المغربي الى السواحل الإسبانية

الزورق السريع من نوع الفانتوم الذي ينقل الشباب

البحر يحمل أسرار وأساطير، والأسطورة الحالية في شمال المغرب وبالضبط في شواطئ مدينتي تطوان وطنجة تجلى في انتظار الجميع متى ستظهر الفانتوم “الشبح” في عرض البحر لتنقل الشباب الى الفردوس الأوروبيمجانا، إنه زورق سريع حيّر القوات الأمنية في إسبانيا والمغرب خلال الأسبوعين الأخيرين.

لقد كان المشهد سورياليا، هكذا يعلق محمد سعيد السوسي صحافي ومن نشطاء المجتمع المدني في مرتيل “فجأة ليلة السبت-صباح الأحد في المدينة الساحلية الجميلة مرتيل ظهر الزورق فانتوم بالقرب من الشاطئ، وهبّ مئات الشباب لكي يلتحقوا به لينقلهم الى الأراضي الإسبانية”. ونجح بعض الشباب في امتطاء الزروق قبل ظهور دورية للدرك الملكي أو البحرية الملكية المغربية التي طاردت الزورق، ولا أحد يعرف النتيجة حتى الآن. والراجح هو نجاح الزورق في الافلات من الملاحقة نظرا لسرعته الفائقة في المياه، ولو كانت السلطات المغربية قد اعترضته لنشرت الخبر في وسائل الإعلام الرسمية.

ويتعلق الأمر بزورق سريع ، يتم تصنيعه في ولاية واشنطن الأمريكية ومن الزوارق التي تستعمل في العمليات التي تنفذها القوات الخاصة التابعة لمؤسسات عسكرية أو الاستخبارات، كما تستعملها عصابات تهريب المخدرات في عدد من مناطق العالم ومنها تهريب المخدرات من المغرب نحو سواحل اسبانيا. وتوجد بعض من هذه الزوارق في قسم المحجوزات في الجزيرة الخضراء صادرها الحرس المدني  من عصابات المخدرات.

وبدأ الحديث عن الزورق “الفانتوم” منذ أسبوعين تقريبا عندما ظهر في مياه طنجة ونقل شباب وأوصلهم الى الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق، وخلق تساؤلات خاصة بعد نشر أشرطة في يوتوب تسجل نقلهم للشباب حتى إيصالهم الى البر الإسباني.  ثم عاد للظهور في شواطئ تطوان أقصى شمال المغرب. لكن ظهوره ليلة السبت الماضي في مرتيل كان استثنائيا لسببين، الأول وهو تحدي هذا الزورق للسلطات البحرية المغربية والإسبانية التي عجزت على إيقافه، ويعلق ناشط “لقد قال الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي بأن المصالح الأمنية المغربية نفذت 54 ألف عملية ضد الهجرة السرية منذ بداية السنة، ويضيف الناشط “لكنها عجزت عن اعتراض الفانتوم، وهذا عادي من يستطيع اعتراض الشبح”. ويتجلى السبب الثاني في تظاهرة  عشرات الشباب وسط مرتيل ليلة السبت طالبين الحق في الهجرة السرية. وهذا يحدث لأول مرة في المغرب، مما جعل الصحفي عماد بنهميج يستيعد المثل المغربي الشهير “إذا كنت في المغرب فلا تستغرب”.

ويزداد المشهد سوريالية هو قدوم شباب من مدن أخرى من الوسط وجنوب البلاد ويرابط البعض منهم، وإن تعلق بعدد محدود، في نقط شاطئية في تطوان وطنجة على أمل  قدوم “الفانتوم” لنقلهم مجانا الى البر الإسباني.

وتتعدد الروايات في تأويل هذا الحادث المثير وأغلبها يستلهم من نظرية المؤامرة. وهكذا، يرد أحدهم في شبكات التواصل الاجتماعي حول عجز الدولة اعتراض الزورق بأن الأمر مدبر من طرف الدولة نفسها لجعل الشباب يغادرون للتقليل من البطالة. ويتحدث آخر عن سيناريو محبوك من إسبانيا لتبرز المغرب دولة فقيرة غير مستقرة. لكن التساؤل الخطير هو طرحه مواطن مغربي “هل يمكن لهذا الزورق اختراق المياه المغربية في ظل وجود حراسة الدرك الملكي والبحرية الملكية؟”.

ومن خلال البحث في شبكات التواصل الاجتماعي في إسبانيا التي قامت به “القدس العربي”، هناك تلميحات تشير الى مبادرات أقدم عليها شباب اسباني  ومغربي محترف في الملاحة من باب المغامرات الرومانسية بنقل الشباب المغربي الى أوروبا، إذ أن عملية نقل المهاجرين تتم مجانا مما يعطي لهذه الظاهرة طابعها الرومانسي لأن أصحابها لا يؤمنون بالحدود.

Sign In

Reset Your Password