زعيم فوكس المتطرف يشبه سبتة ب “بيروت” وينادي بوقف “مغربتها”

زعيم فوكس سانتياغو أباسكال محاطا بالأعلام الإسبانية في توظيف للهوية في خطابه السياسي

تشهد إسبانيا يوم الأحد المقبل انتخابات بلدية وكذلك الحكم الذاتي في عدد من أقاليم إسبانيا ومنها في سبتة ومليلية المحتلتين. وتتوجه الأنظار الى النتائج التي سيحققها حزب فوكس في سبتة كقوة أولى. وشبّه زعيم هذا الحزب المتطرف القومي سانتياغو أباسكال هذه المدينة بأنها مثل بيروت اللبنانية أو مدينة هيرناني في بلد الباسك، معقل إيتا المسلحة.

وتعتبر انتخابات الأحد المقبل مهمة للغاية لأنها قد تكون مقدمة لنتائج الانتخابات التشريعية التي ستجري السنة المقبلة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بانتخابات بلدية وكذلك الحكم الذاتي في عدد من الأقاليم. وتمنح استطلاعات الرأي تقدما طفيفا للحزب الاشتراكي الذي يقود الائتلاف الحكومي اليساري.

وكالعادة، يحضر المغرب بقوة في هذه الحملة الانتخابية، خاصة وأنها تأتي بعد مواجهة سياسية عنيفة في مجلسي النواب والشيوخ بشأن موقف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز من الصحراء، أي دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب حلا للنزاع، الأمر الذي رفضته غالبية الأحزاب.

وينصب الاهتمام على سبتة ومليلية وخاصة سبتة لأن حزب فوكس اليميني القومي المتطرف سيصبح القوة السياسية الأولى في المدينة، ويطمح إلى تشكيل حكومة الحكم الذاتي فيها. وتتمتع كل من سبتة ومليلية بالحكم الذاتي، إلا أنه يبقى دون مستوى صلاحيات الحكم الذاتي في أقاليم مثل بلد الباسك وكتالونيا والأندلس أو غاليسيا.

وزار زعيم هذا الحزب سانتياغو أباسكال مدينة سبتة يوم الأحد الماضي لتعزيز حظوظ حزبه “فوكس” للفوز بالمركز الأول، وهو ما تمنحه له استطلاعات الرأي. وقال في لقاء سياسي في المدينة أنه عندما جاب المدينة شعر وكأنه في بيروت. ثم أضاف “أعرف ما معنى الخوف، سبتة مدينة الخوف”. وتابع قائلا “وجود الشرطة بكثرة يعني الخوف من شيء ما، يبدو الوضع مثل هيرناني”. وأحال سانتياغو أباسكال على بيروت وكذلك على هيرناني وهي أحد معاقل  منظمة إيتا في إقليم الباسك، ليوحي بأن سبتة مدينة يهددها الإرهاب من كل جانب والعصابات المسلحة وغياب الأمن التام علاوة على أنها تفقد طابعها الأوروبي وتصبح مدينة عربية وكأنها شرق أوسطية مثل بيروت.

وعلاقة بها، طالب من الناخبين التصويت على حزبه لأنه الوحيد القادر على إيقاف ما اعتبره “مغربة سبتة”، ولم يعد يتحدث عن الإسلام بل يركز على الهوية الإسبانية، وقال “في سبتة لا يوجد مشكل ديني بل مشكل الهوية الترابية والهوية الوطنية”. وكان يشير بذلك إلى ما يعتبره “غزوا مغربيا صامتا” عبر الهجرة غير القانونية للمغاربة، واستعاد اقتحام أكثر من 12 ألف مغربي للمدينة خلال يونيو 2021 عندما اندلعت الأزمة بين مدريد والرباط على خلفية موقف إسبانيا من الصحراء. وشدد على ضرورة قيام الجيش بحراسة الحدود مع المغرب.

ويوجد تخوف سواء في المغرب أو إسبانيا من أن فوز هذا الحزب المتطرف قد يدفع بتوتر الأوضاع في سبتة، وهي المدينة التي تشهد انقساما اثنيا ودينيا لأن نصف الساكنة من المسيحيين والنصف الآخر من المسلمين. وتوجد سبتة ومليلية شمال المغرب، وتعتبرها الرباط أراض مغربية إلا أنها جمدت المطالبة بهما بحكم الأولوية التي تمنحها لملف الصحراء.

Sign In

Reset Your Password