رغم تحذيرات واشنطن… اسبانيا ترخص لشركة هواوي بتنفيذ الجيل الخامس ابتداء من هذا الصيف

هواوي

 لا تستجيب كل الدول الغربية لقرار البيت الأبيض بمقاطعة شركة هواوي للاتصالات وتعتبره تجاريا أكثر منه يتعلق بالأمن القومي، حيث تنوي اسبانيا الاستمرار في التعامل معها وبدون شروط حتى الآن، وستبدأ العمل بالجيل الخامس ابتداء من الصيف المقبل، لكن مدير الاستخبارات الجنرال فليكس رولدان يؤكد ضرورة التأقلم مع التحديات لحماية الأمن القومي للبلاد.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن مقاطعة شركة هواوي للاتصالات بتهمة التجسس معتمدا على تقارير متعددة ولأجهزة متعددة من سنة 2003، تاريخ أول تقرير ينبه الى خطورة الشركة والتي أصبحت الآن رائدة في مجال الاتصالات سواء البنيات التحتية أو الهاتف النقال.
وانخرطت دول غربية في سياسة ترامب ومنها أستراليا ونيوزيلندا ثم بريطانيا مؤخرا، إلا أن عدد من الدول الغربية وعلى رأسها اسبانيا ترفض الانخراط في الوقت الراهن في هذه السياسة، وبالتالي فقد رخصت حكومة مدريد لشركة هواوي بالاستمرار في برامجها الرامية الى إرساء الجيل الخامس من استعمالات الإنترنت في الهواتف النقالة. وسيتم الشروع بالجيل الخامس هذا الصيف في كبريات المدن أولا وهي مدريد وبرشلونة واشبيلية ومالقا وسرقسطة وبيلباو وفالنسيا في أفق تعميمها على باقي البلاد بعد نهاية الصيف. وتعد اسبانيا هامة لشركة هواوي، حيث اختارتها لإجراء تجارب ول الجيل الخامس.
واعترف مدير الاستخبارات الإسبانية الجنرال فليكس رولدان بالمخاطر على الأمن القومي الرقمي للبلاد، ولكنه شدد على مواجهة التحديات من خلال «التطور التكنولوجي الإسباني» في إبطال مفعول التجسس. وجاءت تصريحاته في منتدى عمومي حول الدفاع في العاصمة مدريد الخميس من الأسبوع الجاري. مبرزا في هذا الصدد، ضرورة مسايرة التطور التكنولوجي ولكن شريطة مواجهة التحديات لجعل المواطن يعيش في أجواء الثقة ولا يتساءل كثيرا عن انعكاسات التجسس الرقمي الخارجي ومنها هل جرى التلاعب والتدخل في الانتخابات أو الخدمات الرئيسية. وأثنى على استعداد اسبانيا في التعاطي مع التكنولوجية الرقمية وتوفير الحماية، واستشهد بأمثلة من ليف البصري في الإنترنت Fiber Optic، حيث غطت اسبانيا 80٪ من أراضيها بهذه التقنية مقابل 8٪ فقط بالنسبة لألمانيا ومتفوقة على باقي الدول مثل إيطاليا وفرنسا وبريطانيا، كما وفرت الأمن الرقمي لكل هذه التطورات.
وباستثناء الدول الأنجلوسكسونية، لا تنوي باقي الدول الغربية الأوروبية إنهاء التعامل مع هواوي لحاجتها الشديدة للجيل الخامس من الإنترنت وخاصة الهاتف النقال خوفا من التأخر في هذا المجال. ويذهب الخبراء الى تأكيد وجود الخطر الصيني المتعلق بالتجسس ولكنه مثله مثل الخطر الروسي بل والأمريكي عندما تجسست واشنطن على أوروبا بنظام أوشلون. ويعتقد الخبراء في أن الهاجس الذي يحرك الولايات المتحدة هو تفوق الصين في هذا المجال واستحواذها على السوق العالمية.

Sign In

Reset Your Password