خلاف مدريد وباريس وواشنطن، بكين لا تشيد لا بالحكم الذاتي ولا بتقرير المصير في الصحراء بل تركز على الحل السياسي

الملك محمد السادس مستقبلا وزير الخارجية الصيني وانغ يي/وكالة الأنباء الصينية

خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي الى المغرب والجزائر هذه الأيام لم يشيد بمقترح الحكم الذاتي حلا لنزاع الصحراء المغربية وفي الوقت نفسه لم يؤكد ولم يتحدث على مبدأ تقرير المصير والاستفتاء بل شدد على الحل السياسي المتفق عليه، وبهذاتختلف بكين عن عواصم أخرى مثل مدريد وباريس وواشنطن.

وتفرض الصين معايير خاصة بها في السياسة الخارجية وخاصة النزاعات الدولية المعروضة أساسا على مجلس الأمن، وناذرا ما تتخذ مواقف مؤدية في ملف ما باستثناء في القضايا الكبرى التي يمكن أن تغير الوضع جيوسياسيا مثل موقفها في سوريا بدعم غير مباشر لنظام بشار الأسد لتفادي سقوط البلاد في يد الولايات المتحدة.

ويعتبر نزاع الصحراء من النزاعات التي تفرض فيها معايير خاصة بها. وخلال الزيارة التي قام بها عميد دبلوماسية بكين الى الجزائر في نهاية الأسبوع الماضي ثم المغرب أمس الاثنين واليوم الثلاثاء لم يخضع لضغط المغرب والجزائر ولم يقم بإرضائهما في ملف الصحراء.

وتجنب وزير الخارجية الحديث عن تقرير المصير في الجزائر، واكتفى بالقول في تصريح للصحافة حول نزاع الصحراء بما يلي: “هذه القضية تضر بالتضامن بين شعوب المغرب العربي واندماج المنطقة والتي بجب ان تسوى في اطار لوائح الامم المتحدة” مضيفا ان “الصين مستعدة للعب دور بناء في هذا الاطار”.

وخلال زيارته للمغرب ولقاءه بالملك محمد السادس ثم بنظيره المغربي صلاح الدين مزوار أمس، قال حول نزاع الصحراء وفق ما نشره موقع وزارة الخارجية المغربية حيث لا توجد تصريحات حرفية أن الصين تتفهم الانشغالات التي يبديها المغرب وستستمر الصين في لعب دور بناء انطلاقا من موقعها في مجلس الأمن الدولي من أجل مقاربة مرنة وواقعية ومواصلة المفاوضات على قرارات مجلس الأمن من أجل حل سياسي عادل.

ومن خلال الموقف الصيني يبتين أن بكين تفرض معاييرها في نزاع الصحراء بعيدا عن سياسة إرضاء المغرب والجزائر. ومن خلال هذه الاستراتيجية، فهي تختلف عن موقف مسؤولي كبار العواصم في مدريد وباريس وواشنطن الذين يشددون في الجزائر على استفتاء تقرير المصير، وعندما يحلون بالمغرب يشيدون بمقترح الحكم الذاتي.

ومن ضمن الأمثلة الأخيرة على سياسة الإرضاء التي تدخل ضمن ما يسميه الباحثون “دبلوماسية النفاق”، توقيع رئيس حكومة فرنسا جان مارك ايرولت على بيان مشترك مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال في الجزائر الأبوع الماضي خلال القمة الثنائية، حيث يشدد على تقرير المصير دون ذكر الحكم الذاتي. وبعد مرور يومين، عادت الخارجية الفرنسية لتتحدث على الحكم الذاتي ضمن استراتجيتها لإرضاء المغرب بعدما رصدت قلقا في الرباط.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password