ثورة جورج فلويد ضد الشرطة قد تقود إلى ثورة في السجون الأمريكية المعروفة بالخروقات المرعبة

جورج فلويد

تستمر الاحتجاجات في الولايات المتحدة ضد تجاوزات الشرطة بعد مقتل المواطن جورج فلويد في ولاية مينيسوتا، وضمن ما يسمى ب “الربيع الحقوقي الأمريكي”، هناك تخوف من احتمال انفجار أوضاع السجون الأمريكية التي تعيش أوضاعا مرعبة لاسيما وأن السود يعتبرون الضحايا الرئيسيين.

ومنذ قتل الشرطة الأمريكية لجورج فلويد في مدينة مينيابوليس في مينيسوتا منذ أسبوعين، تشهد الولايات المتحدة تطورات مذهلة على مستوى انتزاع الحقوق، أبرزها إعادة أجهزة الشرطة النظر في طرق عملها بالتخلي عن العنف في التعاطي مع الأمريكيين السود، ثم موقف الجيش الأمريكي بعدم الانخراط في مواجهة حق الشعب الأمريكي في التظاهر.

ويعد ما يجري في الولايات المتحدة ربيعا حقوقيا طال انتظاره، وتوجد مؤشرات قوية على استمراره وانتقاله الى مجال آخر وهو ما يجري في السجون الأمريكية التي يتولى تسيير البعض منها شركات القطاع الخاص التي ترتكب خروقات خطيرة للغاية.

ومن خلال “القدس العربي” نقاشات وتعليقات الكثير من الأمريكيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، هناك تركيز على ما يجري في السجون لسببين، الأول وهو أن نسبة من الأمريكيين السود جرى اعتقالهم واتهامهم بأدلة ضعيفة في جرائم متعددة. وتتناول الصحافة الأمريكية بين الحين والآخر حكايات مؤلمة لأمريكيين سود جرى الزج بهم في السجون بتهم باطلة بسبب لونهم أساسا. والسبب الثاني هو نظام السجون الأمريكي المرعب الذي يقوم على القهر ويشهد جرائم خطيرة.

ولدى الولايات المتحدة أكبر نسبة من المساجين في العالم تصل إلى قرابة مليوني ونصف مليون سجين، كما تسجل أعلى نسبة من الموت في صفوف السجناء سواء الموت الطبيعي بسبب الأحكام المطولة أو بسبب الأمراض أو العنف علاوة على المخدرات.

ونظرا لنظام القهر في السجون، ونظرا لنسبة عالية من السجناء السود الذين اعتقلت الشرطة بعضهم بدون أدلة، فالملف الحقوقي القابل للانفجار استكمالا لمقتل السود الذين تمثلهم قضية جورج فلويد هو ملف السجون. وكان ملف ساندرا بلاند قد انفجر سنة 2015 وتحول إلى قضية وطنية في الولايات المتحدة ولم يتطور إلى أكثر. ويتعلق بامرأة أمريكية سوداء جرى اعتقالها بسبب خلل في ضوء السيارة، وإرسالها إلى السجن وبعد خمسة ايام وجدت مقتولة، وجرى الحديث عن الانتحار، لكن شبهة القتل بقيت حاضرة.

وكانت وزارة العدل قد اعتبرت في تقرير لها خلال أبريل/ نيسان من السنة الماضية أن الكثير من السجون ومنها ألاباما تخالف الدستور بشأن خروقات صحة وأمن المعتقلين.

وتوجد معطيات مقلقة، إذ تشكل نسبة الأمريكيين السود في السجون 5 أضعاف المعتقلين البيض، ونسبة السود هي 40% من معتقلي السجون الأمريكية رغم أن نسبتهم لا تتعدى 13% من سكان الولايات المتحدة. والخطير أن نسبة السود في السجون تتجاوز نسبتهم في الجامعات الأمريكية.

Sign In

Reset Your Password