تستمر حلقات الربيع العربي من خلال استمرار الشارع الجزائري في الاحتجاج واستمرار السودانيين في الانتفاضة التي أجبرت رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف على تقديم استقالته، وبالتالي إعادة النظر في مضمون البيان العسكري الذي جاء بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.
في هذا الصدد، خرج الجزائريون للمرة الثانية للتظاهر في مختلف مدن البلاد، مطالين برفض تولي رئيس البرلمان بنصالح منصب الرئيس المؤقت للجزائر بعد إجبار الجيش الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة. وكانت التظاهرات ضخمة كالعادة، وهذه هي المرة الثامنة على التوالي التي ينزل فيها المواطنون الى الشارع للمطالبة بتسريع وثيرة الإصلاحات السياسية.
ولأول مرة، وقعت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في العاصمة الجزائر نتيجة استعمال الشرطة القنابل المسيلة للدموع، ويوجد جرحى في صفوف المتظاهرين والشرطة.، وفق ما أفادت به جريدة “كل شيء حول الجزائر”. لكن هذه المواجهات لم تغطي على قوة التظاهرات التي تريد فرض إرادة الشعب التي تنص على التغيير.
وكانت التظاهرات قد أجبرت الأسبوع الماضي الجيش للتدخل لكي يلزم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على تقديم استقالته، لكن يقع الآن اختلاف بين المؤسسة العسكرية التي ترغب في تطبيق الدستور وخاصة تولي رئيس البرلمان رئاسة البلاد بينما الشعب ينص على ضرورة مغادرة كل الفاسدين مناصب المسؤولية التي يتولونها الآن.
وفي تطور هام في السودان، اضطر رئيس المجلس الانتقالي عوض بن عوف الذي كان وزيرا للدفاع ونائبا للرئيس عمر البشير الى تقديم استقالته ليلة الجمعة تحت ضغط الشارع السوداني الذي رفض توليه منصب رئيس المجلس العسكري الانتقالي كما رفض مضمون البيان العسكري الذي ينص على فترة انتقالية لمدة سنتين لتهيئة الأجواء للانتقال الديمقراطي. وقرأ استقالته مباشرة على التلفزيون السوداني.
وتعم السودان موجة من الفرج بعد استقالة هذا عوض بن عوف لأنه محسوب على الرئيس المقال عمر البشير. وردد المعتصمون المحتفلون هتافات أمام مقر قيادة الجيش، بالخرطوم، تعبر عن فرحهم بتنحي بن عوف، من قبيل “ثوار أحرار نكمل المشوار”. واحتشد المواطنون في شوارع العاصمة، وعدة مدن، بعد إعلان بن عوف.
ودعا “تجمع المهنيين السودانيين” المواطنين إلى الخروج للشوارع والتوجه لساحات الاعتصام وعدم مبارحتها. وقال التجمع في بيان “تابعنا التطورات بتنحي ابن عوف وإقالة كمال عبد المعروف، ونعد ذلك انتصارا لإرادة الجماهير”.
وأضاف “جماهير شعبنا في الأحياء والفرقان والبلدات والمدن والقرى في العاصمة القومية والأقاليم ندعوكم للخروج للشوارع الآن، والتوجه إلى ساحات الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة ومقار حامياتها ووحداتها المختلفة، والبقاء في سوح الاعتصام طوال الليل وعدم مبارحتها”.