بنيته الترشح مجددا، بوتفليقة سيصبح حسني مبارك الجزائري وقد يكون خاتمة سيئة لجيل الثورة والاستقلال

بدأت عدد من الأوساط السياسية والمالية في الجزائر إعداد الأجواء للمطالبة ببقاء عبد العزيز بوتفليقة في رئاسة البلاد. وفي حالة اتخاذ قرار من هذا النوع، قد يترتب عنه انفجار الأوضاع وقد يكون خاتمة سيئة لجيل قاد استقلال الجزائر عن فرنسا وقد يصبح بوتفليقة بمثابة حسني مبارك الجزائري.

ولا يسمح الدستور الجزائري للرئيس الحالي بوتفليقة الترشح لولاية جديدة لأنه ينص على ولايتين فقط، لكن وزير الداخلية دحو ولد قابلية سبق وأن أكد على  احتمال تعديل الدستور خلال النصف الأول من السنة الجارية. وهذا التعديل سيصب في التهيئة الدستورية لاستمرار بوتفليقة في الرئاسة. في الوقت نفسه بدأت أصوات سياسية ومالية في تنظيم بعض اللقاءات تطالب باستمرار الرئيس في منصبه لولاية جديدة وأبرزها زعية الحزب الشيوعي لوزية حنون التي يستغرب الكثير لمواقفها كما كتب مراسل جريدة القدس العربي من الجزائر في عدد اليوم.

ولعل التطور الأبرز هو بداية تشكيل لجنة لمناهضة ترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية جديدة. ومن الأسماء التي تقود هذه اللجنة أحمد بيتور رئيس الحكومة الأسبق الذي قدم استقالته لبوتفليقة منذ 11 سنة والذي صرح لجريدة الشروق الأسبوع الماضي أن ترشح بوتفليقة يعتبر خطرا على البلاد.

والمثير أن الجزائر بدأت تسجل نسبيا أجواء شبيهة بمصر ما قبل ثورة 25 يناير، تورط لوزراء في فساد خطير كما حدث مع وزير الطاقة السابق شكيب خليل الذي استطاع الهرب من البلاد قبل اعتقاله والتحقيق معه، ثم سرقة قاعدة بيانات من مجلس القضاء في العاصمة الجزائر رغم الحراسة الأمنية المشددة. وينضاف الى كل هذا نقاش آخذ في السيطرة على الساحة السياسة وهو مدى ملائمة استمرار بوتفليقة في رئاسة البلاد بعدما عجز طيلة 15 سنة من الحكم في مواجهة الفساد أو تعزيز الاقتصاد لكي لا يعتمد فقط على عائدات البترول والنفط.

ويرى المراقبون أن ترشح بوتفليقة قد يكون ذلك المحرك لتفجير الربيع العربي في البلاد، وفي حالة أي انفلات سياسي، وقتها ستكون خاتمة غير مشرفة لجيل التحرير الذي قاد استقل فرنسا عن الجزائر في ثورة المليون شهيد وقد يتحول بوتفليقة الى مبارك الجزائري على شاكلة سيناريو حسني مبارك المصري.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password