بعد تحول المصانع وسجن ورزازات لبؤر ، ضعف استراتيجية المغرب في قلة التحاليل وغياب تحليل جينوم فيروس كورونا المحلي

صورة تركيبية لفيروس كورونا والعلم المغربي

ارتفعت عدد الإصابات في المغرب بفيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة، وهذا يعود الى عاملين، الأول مقلق للغاية ويتجلى في بؤر الفيروس التي انفلتت من السيطرة وأصبحت قنابل صغيرة، بينما الثاني يعود الى ارتفاع التحاليل بعد فتح مراكز جديدة، ورغم ذلك تبقى التحاليل محدودة. وهذا ما يجعل الأمر يتفاقم إذا لم يتم استدراك هذا الأمر.

وبعد تسجيل أول حالة للفيروس خلال بداية مارس الماضي حتى اليوم 25 أبريل الجاري، سجل المغرب 3897 إصابة. وهذا الرقم يحمل الكثير من القراءات، إذ يعد المغرب مثل باقي الدول الواقعة جنوب البحر الأبيض المتوسط التي لم ينتقل لها الفيروس بقوة بسبب ضعف كثافة التحرك عكس أوروبا ذات الحدود المفتوحة وذات الكثافة الكبيرة ووجود نقط انتشار الفيروس بقوة مثل المطارات. وفي الوقت ذاته، يطرح قلقا كبيرا بحكم أن انتشار الفيروس جاء نتيجة بؤر مثل المصانع وسجن ورزازات

ويعد انتشار الفيروس في سجن ورزازات ثم في بعض المصانع في الدار البيضاء والعرائش مقلقا لأنه نتيجة التقصير في الإجراءات الوقائية. إذ لا يعقل كيف يمكن فرض حجر صحي على الساكنة في وقت يتم ترك مصانع ذات إنتاج غير أساسي للبلاد تعمل مثل مصنع العرائش للسمك. علاوة على كل هذا، عدم فرض المسؤولين شروطا جديدة للعمل مثل التقليل من نسبة العاملين الى النصف في كل دور بل وتجميد عمل المصانع غير الأساسية لاسيما خلال الفترة الأولى من الحجر الصحي. ومن ضمن الأمثلة، سجلت اسبانيا أكثر من 220 ألف من المصابين، لكن فيروس كورونا لم يصل الى السجون ولم يصل الى المصانع.

وبهذا تحولت بعض المصانع  وسجن ورزازات الى قنبلة صغيرة لانتشار فيروس كورونا، علما أنه طيلة شهر مارس وبعد إغلاق الحدود ومنع السفر بين المدن كانت معظم الحالات فردية وفي حالات أخرى عائلية ولكنها محدودة.

وتعاني استراتيجية المغرب من ثلاث نقط ضعف وهماضعف التحاليل، فبعدما كانت التحاليل لا تتجاوز 200 في اليوم طيلة أكثر من شهر منذ بدء تسجيل الفيروس، انتقل المغرب الى أعلى مستوى وهو ألفي تحليل في اليوم. وهذا الرقم وفق الخبراء بمن فيهم منظمة الصحة العالمية غير كاف، ويجب أن ينتقل الى خمسة آلاف على الأقل في اليوم ويستهدف المدن التي فيها بؤر الفيروس. وكلما ارتفعت التحاليل ارتفعت رصد الحالات غير المرصودة، وبالتالي يتم احتواء الفيروس بشكل أحسن بكثير

والنقطة الثانية، عدم قيام وزارة الصحة حتى الآن بتحليل ما يسمى بجينوم الفيروس Séquençage du génome du Covid-19 في المغرب لمعرفة خاصياته ومقارنته مع جينوم الفيروس نفسه في دول أخرى، وهذا يساعد على معرفة هل هناك اختلافات واختيار نوعية الأدوية لمواجهته. ويصرح خبير في علم الفيروسات لألف بوست المغرب يتوفر على الإمكانيات والباحثين ولكن يجب تجميع هذه الإمكانيات في أقرب وقت لاسيما وأنه يجري الحديث عن موجة ثانية من الفيروس خلال الشتاء المقبل“. وتحليل جينوم الفيروس يتطلب ما بين يومين الى أسبوع لتحديده وسيساعد على معرفة قوة الفيروس في الانتشار لأن الفيروس نفسه يتغير نسبيا من منطقة الى أخرى ارتباطا خاصة بالطق.

وتتجلى النقطة الثالثة في عدم رهان المغرب منذ البدء عندما كانت نسبة المخالطين والمشتبه فيهم محدودة على عزلهم التام في فنادق وإقامات سياحية.

Sign In

Reset Your Password