برلمان الأندلس يحتضن نشاطا حول الريف الذي تحول الى الهدف الرئيسي للاستخبارات والدبلوماسية المغربية في أوروبا

تظاهرة لنشطاء مغاربة مع حراك الريف في بروكسيل

يحتضن برلمان الأندلس ذات الحكم الذاتي الجمعة من الأسبوع الجاري  نشاطا حول تطورات حقوق الإنسان في حراك الريف وكذلك العلاقات المغربية-الأندلسية. ويأتي هذا النشاط السياسي والحقوقي ليبرز مدى تحرك الحركات الحقوقية المغربية ولاسيما الأمازيغية في القارة الأوروبية بعد الحراك.

ويحمل النشاط اسم “الوضع في الريف والأندلس: النضال وحقوق الإنسان في الضفة الجنوبية”، وهو من تنظيم جمعيات حقوقية. ويشارك فيه حقوقيون  من المغرب مثل عزيز قطوف مسؤول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناضور شمال البلاد والمحامي عبد الصادق البوشتاوي الشهير بدفاعه عن معتقلي الحراك ثم بعض أفراد عائلات المعتقلين وعلى رأسهم أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي قائد الحراك.  ومن المحتمل عدم حضور الأخير بسبب عدم منحه القنصلية الإسبانية تأشيرة على الأقل حتى مساء أمس الأربعاء. كما يشارك الصحفي إغناسيو سيمبريرو المتخصص في شؤون المغرب في هذا النشاط.

ويحظى حراك الريف في اسبانيا بدعم قوي من بعض الأحزاب القومية واليسارية وعلى رأسها ائتلاف وحدة الشعب الكتالاني ثم حزب اليسار الجمهوري الكتالاني وحزب بوديموس واليسار الموحد، بينما أخذ كل من الحزب الشعبي الحاكم والحزب الاشتراكي المتزعم للمعارضة مسافة من الحراك.

ويأتي النشاط المنظم في برلمان الأندلس ضمن تحركات الجالية المغربية وأساسا المنحدرة من الريف، الأمازيغ، التي استطاعت في ظرف شهور خلق دينامية سياسية في القارة الأوروبية للدفاع عن معتقلي الحراك وكذلك عن الأجندة الاجتماعية لمطالب الحراك. وعمليا، فقد نجح نشطاء الجالية من الريف ومناطق أخرى من المغرب استحضار ملف حراك الريف في برلمانات وطنية مثل بلجيكا وهولندا ودولية مثل البرلمان الأوروبي علاوة على تنظيم عشرات التظاهرات في مختلف المدن الأوروبية شملت دول مثل اسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والدنمرك والنروج والسويد ضمن أخرى.

وتؤكد مصادر أوروبية لجريدة القدس العربي أن ملف نشطاء الأمازيغ في القارة الأوروبية تحول الى هدف رئيسي للاستخبارات والدبلوماسية المغربية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، واكستب أهمية أكبر من ملف التعاون في مجال الإرهاب وملف نزاع الصحراء . وعمليا، لم تكن الدولة المغربية تنتظر تحركا من هذا الحجم من طرف الجالية المغربية المنحدرة من الريف، ولا تعلم الأبعاد التي سيكتسبها مستقبلا في ظل وجود جيل جديد من الأوروبيين المنحدرين من شمال المغرب ولهم رؤية سلبية على تصرف السلطات المركزية المغربية مع منطقة الريف تاريخيا.

وكان حراك الريف قد اندلع خلال أكتوبر من سنة 2016 في الحسيمة بعدما طحنت شاحنة للقمامة شابا اسمه فكري يتاجر في الأسماك، وانخرطت المدينة ونواحيها في نضال من أجل مطالب اجتماعية، لكن الدولة المغربية قامت بحملة اعتقالات كبيرة وأعطت للملف طابعا سياسيا بعدما تحدثت عن الانفصال وجلب أسلحة، وهي الاتهامات التي ينفيها المعتقلون وتثير سخرية المجتمع المدني في الشق المتعلق بالأسلحة.

Sign In

Reset Your Password