باريس تحتضن مسيرتين، الأولى من أجل استقلال الريف والثانية حول المعتقلين والملف المطلبي

صورة من التظاهرة التي رفعت شعار "الريف بين الحصار المخزني وصمت المنتظم الدولي"

شهدت العاصمة الفرنسية باريس مساء السبت 26 أكتوبر الجاري تظاهرتين بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد محسن فكري في مدينة الحسيمة وكانت شرارة الحراك الشعبي في الريف، واحدة  كبيرة العدد وجمعت مختلف الأطياف السياسية والحقوقية والجمعوية، بينما الأخرى اقتصر فيها الحضور على المطالبين بالجمهورية الريفية.

ورخصت السلطات الفرنسية لمسيرتين في المكان نفسه والطريق نفسها، وانطلقت الأولى في الساعة الثانية بعد الظهر من ساحة لبستيل نحو ساحة الجمهورية، وشارك فيها ما بين 400 و500 متظاهر، وفق أرقام غير رسمية بحكم أن المنظمين لم يصدروا بيانا يتضمن معطيات. وكانت راديكالية في شعاراتها، وعلاوة على التضامن مع المعتقلين، رفعت شعار استقلال الريف عن باقي المغرب، ورددت شعارات قوية ضد النظام الحاكم ووصفته بالمحتل، وهو موقف جديد لم يسجل خلال السنوات السابقة ويبقى من النتائج غير المرتقبة للحراك.

وجرت التظاهرة الثانية من المكان نفسه نحو الجمهورية وحملت شعار “الريف بين حصار المخزن وصمت المنتظم الدولي”. وشارك فيها ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف متظاهر حسب المنظمين، وهو رقم مرتفع بمقاييس مختلف التظاهرات التي ينظمها المغاربة، وقد تكون من أكبر التظاهرات في تاريخ الهجرة المغربية ضمن أخرى كانت قد جرت في بروكسيل حول الموضوع نفسه.

وشارك في التظاهرة سواء الأولى أو الثانية نشطاء من الدول الأوروبية مثل بلجيكا وهولندا واسبانيا وألمانيا وإيطاليا ومن دول مثل فلندا والنروج وسويسرا وكذلك مغاربة قدموا من المغرب، ولم تتمكن العائلات المباشرة للمعتقلين من المشاركة في المسيرة بسبب رفض ممثلي السفارة الفرنسية في الرباط منح التأشيرة لهم.

وقرأت ناشطة من بلجيكا وهي كريمة حراز بيان التظاهرة الثانية الذي ركز على نقط متعددة منها الافراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في الحراك الشعبي في الريف ومطالبة الدولة المغربية بالحق في الشغل والتطبيب والتعليم علاوة على التضامن مع المضرب عن الطعام المعتقل السياسي ربيع الأبلق.

ولم يسبق أن شهدت أوروبا تظاهرات لنشطاء مغاربة حول قضية ما وبشكل مستمر، أي منذ ثلاث سنوات، مثلما يحدث الآن مع المتضامنين مع الحراك الشعبي في الريف.

 

Sign In

Reset Your Password