الموجة الثانية من الوباء تطلق رصاصة الرحمة على الموسم السياحي في المغرب وتهدد مستقبل القطاع

مطار المنارة خلية النحل السياحية بالكاد يشهد حركة طيران

راهن المغرب على تراجع كورونا فيروس في فترة ما بعد الصيف لتحريك قطاعات متعددة ومنها السياحة، لكن تطورات الوباء العالمي والدخول الى الموجة الثانية خاصة في أوروبا يشكل رصاصة الرحمة على الموسم السياحي الحالي وسيجعل استعادة مستوى القطاع كما كان عليه سنة 2019 يتطلب سنوات لا تقل عن خمس. وستمس أزمة السياحة مناطق معنية مثل أكادير ومراكش.

في هذا الصدد، ومباشرة بعد احتفالات نهاية أعياد عيد الميلاد الماضي، تراجعت السياحة المغربية، وهو أمر طبيعي يحدث بعد منتصف يناير الى بداية مارس من كل سنة، لترتفع بقوة في عطلة الربيع. لكن هذا الموسم ظهر فجأة كورونا فيروس وتسبب في إغلاق الحدود والحجر الصحي، ومعه تراجعت السياحة بأكثر من 95% ما بين مارس الى يونيو، كما حدث في عدد من دول العالم.

وكان المغرب حذرا في فتح الحدود عندما منع قدوم السياح خلال يوليوز الماضي وفرض شروطا مثل الاختبار حول كورونا وسيرولوجي وجعل الرحلات الجوية مقتصرة فقط على شركتي لارام والعربية وعل المغاربة والأجانب المقيمين، وحدث في وقت كانت نسبة الإصابات في المغرب منخفضة للغاية. ورغم بدء فتح الحدود منذ الشهر الماضي والسماح لكل لمواطني الدول الذين لا يحتاجون الى تأشيرة لزيارة المغرب، إلا أن السياحة لم تنتعش، وهناك رحلات رمزية الى مدينة مراكش وأخرى الى أكادير.

ويعد الموسم السياحي الحالي نكسة في تاريخ السياحة منذ الاستقلال حتى الوقت الراهن، والتأثيرات المرتقبة في القطاع تتعدى بشكل مرعب تأثيرات العمليات الإرهابية التي تعرض لها المغرب منذ عملية أطلس أسني. وتعد الموجة الثانية من كورونا فيروس بمثابة رصاصة الرحمة على الموسم السياحي الجاري ومنعطفا مقلقا في تاريخ القطاع خلال السنوات المقبلة. وابرز العوامل التي تؤثر على القطاع هي:

في المقام الأول، ظهور الموجة الثانية من كورونا فيروس ابتداء من أكتوبر الجاري سيحكم على العالم مجددا بإغلاق جديد للحدود البحرية والجوية، ومسبقا تعد الحدود بين المغرب وباقي الدول شبه مغلقة باستثناء حالات قليلة من الاتحاد الأوروبي، المصدر الأول للسياحة.

في المقام الثاني، الآثار الاقتصادية للوباء العالمي مدمرة للدخل الفردي ومتسببة في بطالة تاريخية، وبالتالي، فنسبة السياح من المصادر الكلاسيكية وأساسا أوروبا ستتقلص بشكل مقلق ما بين 2021-2023.

في المقام الثالث، تضرر الجالية المغربية المقيمة في أوروبا جراء الوباء، وتعد الجالية الركيزة الأساسية للسياحة المغربية. وتراجعت زيارات المغاربة الى المغرب سنة 2020 بحوالي 90%، ولن تتعدى السنة المقبلة في أحسن الحالات 50% أول أقل بسبب استمرار إغلاق الحدود البحرية بين المغرب واسبانيا.

ومن عناوين الأزمة، تراجع قطاع الصناعة التقليدية المرتبط بالسياحة بمعدل 95% وفق تصريحا وزيرة السياحة، واستمرار معظم الفنادق مغلقة باستثناء في فترة الصيف في المناطق الشاطئية في الواجهة المتوسطية شمالا والأطلسية جنوبا.

ويصحر الناشط الاعلامي والحقوقي محمد رضا الطوجني “في منطقة أكادير هناك 120 ألف شخص يرتبطون بالسياحة، جمود وأزمة القطاع انعكست على الغالبية منهم، ونجد السيناريو نفسه في مراكش بل وربما أكثر بحكم عمل نسبة أكبر في هذا القطاع”.

وتعد السياحة قطاعا رئيسيا في المغرب بسبب حجم مساهمته في الإنتاج القومي الخام بحوالي 10%، ومصدرا هاما للعملة الصعبة وتوفر الشغل المباشر وغير المباشر لحوالي 10% من المغاربة انطلاقا من العمل في الفنادق ومكاتب السياحة الى النقل.

Sign In

Reset Your Password