المنتظم الدولي ومجلس الأمن يتحركان لتفادي الحرب الأهلية في مصر ومؤشرات على عدم حصولها رغم التوتر الخطير

جثث ضحايا التدخل الأمني في القاهرة

يعمل المنتظم الدولي على التحرك لمواجهة الأوضاع المتفجرة في مصر لتفادي حرب أهلية بعدما ارتفع عدد قتلى التدخل الأمني ضد اعتصامات الإخوان المسلمين في مجموع ميادين مصر الى قرابة 600 قتيل. وفي الوقت ذاته، تفيد مؤشرات باستبعاد نشوب حرب أهلية بسبب تراجع قوة حركة الإخوان المسلمين وعدم رهانها على العنف بل تفضيل الاستمرار في التظاهر السلمي، ولكن هذا لا يمنع من سقوط مصر في دوامة العنف واللاستقرار السياسي.

وتدخلت القوات الأمنية والعسكرية أمس الأربعاء ضد حركة الإخوان المسلمين التي يتظاهر ويعتصم أنصارها منذ أكثر من شهر للمطالبة بعودة الرئيس المقال محمد مرسي. وخلف التدخل أرقاما متضاربة حتى الآن في عدد الضحايا وإن كان الرقم الحالي هو قرابة 600 قتيل وقرابة 4500 جريح بعضهم في حالة خطيرة وهو ما يجعل نسبة القتلى مرشحة للإرتفاع.

وأمام ارتفاع عدد القتلى واستمرار الكثير من أنصار حركة الإخوان المسلمين في التظاهر في الشارع والخوف من اندلاع حرب أهلية في دولة مركزية في الشرق الأوسط وهي مصر قد تدخل المنطقة برمتها في دوامة من العنف لاسيما وأن الأوضاع متفجرة في سوريا وليبيا.

وبادر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند الى الدعوة للتحرك الدولي لتفادي ما اعتبره خطر نشوب حرب أهلية. وقد تقدمت فرنسا رفقة بريطانيا بطلب الى مجلس الأمن للانعقاد جلسة طارئة لبحث الملف المصري. وعمليا، سيتم عقد جلسة طارئة الليلة.

ورغم التصريحات التي تعرب عن تخوف من انفجار الأوضاع في مصر وتصل الى الحرب الأهلية، فالكثير من المعطيات تشير الى أن حركة الإخوان المسلمين لن تغامر بحرب أهلية لأسباب متعددة أبرزها:

-فقدان حركة الإخوان المسلمين للكثير من قوتها، حيث سيكون من الصعب عليها تشكيل كوماندوهات أو مجموعات مسلحة تواجه النظام على شاكلة ما يجري في سوريا.

-تشديد قادة حركة الإخوان المسلمين على الحل السلمي وتفادي العنف في مواجهة الشرطة والقوات العسكرية مع استثناءات محدودة.

-إدراك حركة الإخوان المسلمين أن المجتمع المصري ليس كله ضد السلطة الحاكمة وخاصة المؤسسة العسكرية بل يوجد جزء مهم من الشعب يقف الى جانب الدولة وخاصة حركة تمرد وجبهة الإنقاذ وعدد من المفكرين والإعلاميين والسياسيين من اليسار ةالليبراليين علاوة على الأقباط.

ولكن هذه التطورات لا تمنع من القول أن مصر مقبلة على حالة من اللاستقرار والتوتر السياسي وانفجار عنف بين الحين والآخر في انتظار وساطة دولية بين الإخوان والسلطة وأساسا المؤسسة العسكرية.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password