المغرب والجزائر يجران مصر الى التورط في نزاع الصحراء .. والقاهرة تبحث عن توازن حذر

الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

وجدت مصر نفسها مجرورة الى نزاع الصحراء بين الجزائر والمغرب وتبحث عن توازن حذر. ويطالب دبلوماسيون مخضرمون من الرئيس عبد الفتاح السيسي تبني الحيطة والحذر والالتزام بمقررات الأمم المتحدة حتى لا يخسر أي من الدولتين.

ونشبت أزمة بين القاهرة والرباط في اليوم الأخير من العام الفائت بعدما بثُ التلفزيون الحكومي الرسمي تقريرا يتهم عبد الفتاح السيسي بالفاقد للشرعية والانقلابي.

وعمدت القاهرة على احتواء النزاع، وأرسلت وزير خارجيتها سامح شكري الى الرباط، وخصه العاهل المغربي محمد السادس باستقبال حار، وحصلت المصالحة لأزمة لم تدم أكثر من ثلاثة أسابيع.

وبينما كان الاعلام المغربي يصفق للفوز الدبلوماسي على الجزائر في نزاع الصحراء، أحست الجزائر بالهزيمة،  ووجهت جريدة الخبر نقدا لاذعا للمحروسة، وكتبت “مصر تطوي الخلاف مع المغرب بالانقلاب على الجزائر”.

وبادر وزير خارجتها رمضان لعمامرة الثلاثاء المنصرم بإجراء اتصال هاتفي مع نظيره المصري شكري، ونقلت الوكالتين الرسميتين للبلدين فحوى الاتصال الهاتفي، وأبرزتا موقف البلدين بدعم مساعي الأمم المتحدة في الصحراء.

وانتشت الدبلوماسية الجزائرية وأحست بإعادة مصر الى سكة الشرعية الدولية بالبقاء في دائرة دعم مقررات الأمم المتحدة، وهي كلمة الفوز للجزائر بتحييد مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لإقناع جبهة البوليساريو بالانضمام الى المغرب.

وكتبت جريدة الدستور المصرية مقالا حول تورط مصر في النزاع بعنوان “الصحراء الغربية، المستنقع الذي يجرجر مصر لعلاقات متوترة بين المغرب والجزائر”. وطرحت على عدد من الدبلوماسيين سؤال مهم وهو: ما الدول الذي يجب على نظام الرئيس السيسي أن يتخذه للحيلولة دون توتر علاقات مصر بالدولتين؟

وكان الجواب “المنهج المحايد وأن تتبنى موقف الأمم المتحدة القاضي بضرورة إجراء مفاوضات وحوارات بين الطرفين لحل النزاع بطريقة سلمية”.

ونقلت الدستور عن مصطفى عبد العزيز، السفير السابق، يرى أن “علاقة مصر بالدولتين مهمة للغاية، ويجب ألا تنحاز لأي طرف على حساب الآخر. فمصر في حاجة إلى الجزائر لوجود جالية مصرية كبيرة هناك، بالإضافة إلى أننا وقعنا معهم اتفاقية لاستيراد الغاز، كما أن العديد من رجال الأعمال المصريين لهم استثمارات كبيرة في المغرب الشقيق”.

من جانبه، قال السفير عزمي خليفة، مساعد وزير الخارجية السابق، إن “مصر تحرص على علاقات طيبة مع دولة الجزائر والمغرب”، مشيرًا إلى أن ما قالته مصر على لسان وزير خارجيتها سامح شكري بأن مصر تدعم وحدة التراب المغربي، كان المقصود منه وحدة أراضي المغرب ضد المطامع الأسبانية”.

المقال من مصدره: رأي اليوم

Sign In

Reset Your Password