الدبلوماسي الأممي جمال بنعمر أمام أصعب المهام: التوفيق بين اليمنيين حول الفيدرالية لحل النزاع

مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص في اليمين، جمال بنعمر

يوجد الدبلوماسي المغربي جمال بنعمر  مبعوث الأمم المتحدة في نزاع اليمن في أصعب المهام الأممية التي تواجهه منذ التحاقه بهذه المنظمة، وذلك بسبب صعوبة هذا الملف وإن كانت الأطراف المعنية بالصراع قد اتفقت مبدئيا على وثيقة تنص على الفيدرالية ولكن تختلف في شكل تطبيقها. ويحاول جمال بنعمر التوفيق بين هذه الأطراف عبر الوساطة التي يقوم بها.

ويشرف جمال بنعمر منذ سنتين على الملف اليمن  وكان وراء إرساء المرحلة الانتقالية من الرئيس عبد الله صالح الى الرئيس الحالي الهادي عبد ربه، بينما تتجلى المرحلة الثانية في إرساء تفاهم بين الشمال والجنوب الذي يرغب في الانفصال.

واتفقت الأطراف المعنية بالنزاع مبدئيا على وثيقة تنص على  هيكلة الدولة اليمنية على شكل فيدرالي بين الشمال والجنوب وجبر ضرر ساكنة الجنوب التي تعرض سياسيوها للاضطهاد والملاحقة بعد محاولة الانفصال سنة 1994.

ويشدد أعضاء الحراك الجنوبي المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني ويقف إلى جانبهم الحزب الاشتراكي صيغة جديدة لهيكلة البلاد البلاد عبر التراجع عن الوحدة الاندماجية الحالية إلى وحدة فيدرالية مكونة من شطرين فقط، شطر للجنوب وشطر آخر للشمال، وتكون حدودهما عند حدود الدولتين السابقتين، دولتي الشمال والجنوب اللتين اندمجتا في وحدة عام 1990.

وتعتبر أطراف سياسية أخرى هذا المقترح تراجعا عن الوحدة إلى عهد التقسيم السابق وخطوة أولى للخلف نحو عودة اليمين الشمالي واليمن الجنوبي. وفي مواجهة هذا يطرح حزبا المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح ويقف إلى جانبهما الرئيس هادي صيغة أخرى جديدة لقضية الوحدة اليمنية، عبر تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، اثنين منهما في الجنوب وأربعة في الشمال لتفادي تقسيم البلاد.

ووسط كل هذه التطورات، يحاول جمال بنعمر التوفيق بين الفاعلين السياسيين  ووفق وساطته التي نصت عليها قرارات مجلس الأمني الدولي. ويؤكد مصدر مقرب من جمال بنعمر لألف بوست أن “وساطة المبعوث الأممي هو الانتطلاق من قناعة أن الحل يجب أن يصدر عن اليمنيين لأنهم هم الذين سيتعايشون وسيتعاملون مع الحل مستقبلا، ودرو الأمم المتحدة هو الوساطة وتسهيل التقارب”.

 ويبدو أن مهمة الوسيط الأممي تلقى مواقف متضاربة بين التفهم من الجنوب ونوع من النقد من أطراف قومية في الشمال رغم أن وثيقة الاتفاق بلورها يمنيون.  ووجهت له صحف رافضة للفيدرالية اتهامات بمحاولة تقسيم اليمن.

وفي تطور مفاجئ ولكنه غير مؤكد، كتبت جريدة الخبر اليمينة أن السفارة المغربية في اليمن وجهت خطابا إلى وزارة الخارجية اليمنية أكدت فيه تلقيها معلومات عن مخطط يستهدف المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر.

وقال الصحفي أحمد الشلفي ،مراسل الجزيرة ، في صفحته على الفيسبوك إن أحد موظفي السفارة تلقى بلاغا خطيرا يفيد بأن هناك مخططا لاستهداف المبعوث الدولي جمال بن عمر والسفارة المغربية. وأشار إلى أن السفارة طالبت السلطات بالقيام بدورها باستجواب الموظف والتحقيق في الواقعة.

Sign In

Reset Your Password