المغاربة وإقالة مرسي، بين مرحب وهم الأغلبية ومندد وهم الأقلية، توجس وسط العدالة والتنمية وترحيب وسط بعض الدولة

فرحة المصريين أمس بعد إقالة مرسي

 

عاد المغاربة ليعيشو ا فصلا جديدا ودراميا من الربيع العربي-الأمازيغي هذه الأيام وخاصة ليلة أمس وفجر اليوم الخميس بعد إقالة الجيش المصري للرئيس محمد مرسي، وتباينت المواقف بين صمت رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ونوع من الترحيب الضمني من محيط الملك، وميل كبير للرأي العام المغربي خاصة الرقمي لساحة التحرير  وارتفاع أصوات محافظة تندد بالانقلاب في شبكات التواصل الاجتماعي.

وتبنى المغاربة مواقف موحدة خلال الفصل الأول من الربيع العربي-الأمازيغي، حيث صفق الجميع لرحيل الدكتاتور التونسي زين العابدين بنعلي وابتهج الجميع برحيل دكتاتور آخر  وهو المصري حسني مبارك وتلاه الليبي الغريب الأطوار معمر القذافي، ووقع الانقسام حول الملف السوري بين مندد بنظام بشار الأسد وبين من يؤيده ولو باحتشام.

وفجأة عاد الربيع العربي-الأمازيغي ليلقي بكل ثقله على الحياة السياسية للمغاربة بعدما انفجرت الأوضاع في مصر وانتهت بإقالة الجيش للرئيس محمد مرسي. ويمكن استخلاص نتيجة أساسية مما يجري اعتمادا على مؤشرات الماضي ومواقف وردود  فعل علنية وضمنية وفي شبكات التواصل الاجتماعي.

ومعرفة بتوجهات المحيط الملكي وخاصة المستشار  الملكي فؤاد علي الهمة الذي وقف وراء تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة ليوقف ما كان يسميه “الزحف الإسلامي الظلامي”، يمكن الحديث عن ترحيب حقيقي بتطورات مصر من وضع حد للتجربة الإسلامية التي كان بعض المقربين من القصر  يقولون أن حزب العدالة والتنمية يستقوي بها.

وفي الجانب المعارض، يسيطر صمت على العدالة والتنمية وإن كان أعضاءهم يكتبون في شبكات التواصل الاجتماعي يتحدثون عن انقلاب عسكري، وهو الموقف نفسه الذي يتبناه السلفيون الذي لم يتردد بعضهم مثل الكتاني في الدعوة الى مواجهة ساحة التحرير بيد من حديد. ويدرك العدالة والتنمية أنه الخاسر من أحداث مصر لهذا يقوم بإجراءات لا تثير الشعب ومنها تفادي تحرير أسعار المواد الغذائية.

وتلتزم جماعة العدل والإحسان الصمت، فهي لم تنشر بيانا طيلة هذه الأيام وخلى موقعها في شبكة الإنترنت من مقالات تحليلية ورأي لأعضائها.

ومن خلال تتبع شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك أي الرأي العام الرقمي، يتضح ميل كبير من المغاربة بالترحيب بإقالة محمد مرسي، والتعليق السائد هو “هذا مصير المتاجرين بالدين” و”هذا مصير التكفيريين” ثم تساؤلات كيف لم يستوعب الإخوان المسلمون تطورات العصر. وكان الانبهار واضحا على هذا الطرف من المغاربة بالحشد الهائل من المصريين في شوار المدن المصرية وخاصة في ساحة التحرير.

وفي الوقت نفسه، أقدم مغاربة آخرون على التنديد بما يعتبرون انقلابا عسكريا وأغلبهم من المحافظين ومن التيارات الإسلامية، حيث يغيب اي نقد من طرفهم للتجربة الإسلامية المصرية، ويعتبرون ذلك مناورة ومحاولة لوقف تجربة الإسلام السياسي.

Sign In

Reset Your Password