المطاف لم ينته يا صديقي الريسوني/عفاف برناني

ملصق عن الصحفي المعتقل سليمان الريسوني

صديقي الصحفي الحر الرائع المحب للحياة الساخر من مفارقات الوطن الغريبة.
سلام أيها القريب البعيد، هناك خلف الجدران السوداء الشاهقة حيث جردت خيرة شباب هذا الوطن من معنى الإنسانية و انتمائها لعالم الصخب الجميل.
اعلم أنه أمرٌ قد دُبِّر بليل لكنني متيقنة أنك تواجه بسخريتك المعهودة قلب سجانك الحديدي الذي حتما سيصدأ. لقد أصبح حيز الحرية في هذا الوطن لا يتعدى قيد الذبابة، بالذال المعجمة والمرفوعة فأنا لا أريد الإشارة إلى دبابة المهداوي رفيقنا في الألم.
لقد بات “الجنس” لعبتهم القذرة المفضلة لتضييق الخناق على كل حر و حرة لكنهم بغبائهم بالغوا إذبلغوا حدا فضحوا فيه نفسهم بأنفسهم. هكذا تصدرت دناءتهم وحيلهم كبريات الصحف وشرائط الأخبار و أصبحو حديث وسائل الإعلام بكل اللغات بما فيها اليابانية والسواحيلية دون الحديث عن تقارير المنظمات الحقوقية.

الكل منتفض ضد عبثهم بكرامتنا، بأحلامنا حتى الفئات التي لم نكن نسمع لها صوتا تقول كفى !
سليمان صديقي،الكل يسأل عن أحوالك، يشتاق لكلمات افتتاحياتك القوية التي ادمنوها و يبعثون لك شارة النصرو الحرية.
رفيقي سليمان لم تكن قضيتك هي الاولى أو الأخيرة التي تحاملت فيها النيابة العامة ضد مدعى عليه فلقد تعودنا على تكييفها للتهم الجنسية ما ان كان الضحية الاصلي (المتهم) معارضا او مدافعا عن حقوق الانسان أو يحمل فكرا مختلفا وهذا ما حدث مع الصحفي عمر الراضي عندما تم التحقيق معه لمدة 100 ساعة و في الاخير تمت إحالته بتهمة جنسية و بتهمة المس بالديبلوماسية (غريب، أليس كذلك؟!) والتجسس.
حتى مديرية السجون شاركت في انتهاك ابسط حقوقك عندما امتنعت عن احضارك للجلسة المقررة من طرف قاضي التحقيق عبر إرسالها “فاكس” متحججة بجائحة “فيروس كورونا” متجاوزة بذلك القانون فهي إدارة تطبق القرارات القضائية ولا تتدخل فيها. و هنا نتسائل كيف لسلطة قضائية دات سيادة حسب القانون أن تخضع لقرارات ادارية في خرق سافر للقانون حتى اذا افترضنا حسن النية في ذلك (تبرير القرار بجائحة كورونا) فلماذا تم تمديد تأخير جلستك لشهرين بينما انت قانونيا بريء. لماذا كل هذا الانتهاك لحريتك مع ان الحرية هي الأصل؟
الى حد كتابة هذه الاسطر انت وفق القانون لست سوى مشتبه فيه! و من المفروض متابعتك في حالة سراح اذ تتوفر فيك كافة ضمانات الحضور.
مع كل هذه الخروقات التي تستهدف الصحفيين الحقوقيين والشباب المنتقدين للسلطة يتواصل صمت النخب الا من رحم ربك من بعض رجال ونساء الفن والمثقفين.اقد بات واضحا أن المخزن يدفع “بلعلالي” بعض المرضى بالطموح والسياسي والمادي لخلق جمعيات “حقوقية” مضادة تُستعمل في توظيف حقوق الانسان لذبح كل ذي نفس أبية ولتحطيم الرؤوس العصية على التطويع. لكن هناك في المغرب احرار و حرائر معروفين بالمصداقية و النزاهة لدى المجتمع والمنظمات الدولية، ولن تنال منهم دسائس هاته الرخويات التي تتعيش على مال الفساد والريع والمتملقة لأسيادها وأولياء نعمتها. أتذكر القانون الفضيحة 20_22 و كيف انتفضت صديقي ضده عبر تصريح لك محذرا من مرور هذا الاخير و ما سينتج عنه من تخويف و ترهيب و خنق غير مسبوق للحريات وهو ما كان سيعود بالمغرب عقودا إلى الوراء
و كيف طالبت الحكومة بإنقاذ نفسها بعدم السماح بمرور القانون الذي يخدم مراكز قوي تجمع بين السلطة و المال.
حتى في دفاعك عن الأشخاص لم تفرق في تضامنك بين الإسلامي و اليساري و الحداثي ومهما كانت أراء المظلومين وخصوماتك معهم و الدليل على هذا دفاعك مثلا عن الصحفي رشيد نيني أثناء اعتقاله بل وكنت عضوا في لجنة التضامن معه.

اياك أن تشعر أنك مجرد شخص محبوس وراء قضبان الزنزانة! أنت فاعل في الواقع وفي عمق المعركة، وفي قلب التاريخ،تشارك في إنارة طريق الخلاص من الاستبداد والظلم…حتى يختفي “هذا الظل” من هنا “ويدرگ زلافته إلى الأبد”. انهم يريدون التخلص منك فقد أصبحت تصعد الأدريلانين في دمهم. انهم يحاولون اغتيالك معنويا وهيهات هيهات أن ينجحو فعشرين فبراير قد مرت من هنا والشارع أصبح واعيا بخبث القوى الخفية المتحكمة في البلاد.
صديقي سليمان مهما فعلوا ستظل تقض مضاجعهم، ستظل افتتاحياتك تجلدهم جلدا وتوخز ضميرهم إن كان لأهل الحكم ضمير.
ومهما حاولوا إخماد صوتك، فصوتك الجهوري حي في كوابيسهم وفي أحلامنا، في ممرات مكاتبهم وفي تقاريرهم السرية ووشوشاتهم لصحفي التشهير والثلب. ستتحدى كلمتك الحرة جدران الصمت و وتخرج هاتفة بالحق والحرية.
المطاف لم ينته هنا ولن ينتهي فبروغ شمس الحرية قريب!
سلاما صاحبي..

Sign In

Reset Your Password