المرتضى إعمراشا: وأكد النظام المخزني أنه ماض في سياسة قمع كل شيء يتحرك من أجل العدالة الاجتماعية

أمهات المعتقلين

مر علي اليوم أكثر من شهر مذ غادرت أسوار السجن بموجب عفو ملكي شمل عدة نشطاء من الحراك الشعبي بالريف استبشر المغاربة خيرا وقلنا لعلها نهاية وبداية..، ما زلت أحاول استشعار جو الحرية التي كنت أتوق إليها..، كنت أتوق ليس فقط أن أتحرر من أسر زنزانتي واستبداد السجان وحلفائه إنما أيضا أن أتحرر من ثقل العهد الذي رفعناه في ساحة الشهداء بالحسيمة من أجل تحقيق مطالبنا العادلة والمشروعة.
عدت إلى هذه المدينة الكئيبة التي يحيط بها البؤس من كل جانب، فلم تستطع خطوب الدهر تمزيقها ولا كوارث الطبيعة تحطيمها بقدر ما حطمتها جحافل المخزن التي أتت على الأخضر واليابس ، هذه الجحافل التي واجهتنا بالقمع والاعتقال طوال فترة الاحتجاجات و منذ ليلة 4\5 يناير 2017 ، وواجهناها بمطالبتنا بحياة كريمة بمسيرات سلمية، لقد استنزفوا دماء أحرار الريف وجفت مقل أمهاتنا بكثرة بكائها منذ سقوط منير الموساوي مصابا في تلك الليلة المشؤومة مطلع سنة 2017 ، وأكد النظام المخزني أنه ماض في سياسة قمع كل شيء يتحرك من أجل العدالة الاجتماعية، و وضعت الدولة كل رصيد بنيناه معا كأبناء الريف من مصالحة أو محاولة مصالحة في طي النسيان، وأثبتوا للعالم أن كل ما بذله المرحوم بن زكري قد تم التشطيب عليه بغير رجعة، واستمر رجال الداخلية الشرقي الضريس وما جاورها في تهديدنا طوال الاحتجاجات رغم مناداة الاحرار بالحوار لتحقيق مطالب الجماهير الشعبية، ومن ثم صرح الوالي اليعقوبي بتاريخ 7 ماي 2017 لوكالة فرانس برس أن مصير نشطاء الحراك الشعبي هو السجن بل حدد عدد القادة الذين سيكون حسابهم عسيرا، ولم يقل القضاء المغربي بعدها كعادته تاريخيا سوى سمعنا وأطعنا، وتحركت الأجهزة الأمنية بكل ما أوتيت من استبداد وقوة لملأ السجون والمعتقلات حسب هوى الضابط في المحاضر، ودون احترام لأبسط المساطر، وكنا شهودا على صفحات من انتهاكات حقوق الإنسان يعجز كاتب التاريخ عن تصديق أنها في مغرب اليوم، وعسى اليوم الذي نتحدث فيه عن كل ما حدث وكيف حدث ولماذا حدث.. يكون قريبا .
أطلق سراحنا دون مبرر كما اعتقلنا، وجراحنا لم تندمل بعد فما زال قلبي ينزف على فقدان والدي العزيز واستشهاد عماد العتابي رحمهم الله، ولم نستطع أن نفرح بحريتنا لأن أمي زليخة ما زالت تنتظر الفرج لابنها ناصر الزفزافي، وما زال عمي أحمد يكتب عن أخبار ابنه في السجن وهو يصارع ورفيقه نبيل احمجيق الحياة.. يصارع الحياة لا الموت ، فما ذقناه خلف القضبان نجد فيه في طعم الموت نعيما..، واليوم يخوضون معركة الكرامة مطالبين بتحسين أوضاعهم وتجميعهم وقبل ذلك لينعموا بحريتهم، دون أن يتحرك ضمير المخاطب، ويصر على أنه بلا ضمير وأن رغبته في إشباع حاجته في التنكيل بأبناء الريف ما زالت لم تنطفئ، ولا شك أن سعادتهم ستكون أكبر حين يسقط أحد معتقلينا شهيدا، ..و يصر في المقابل أبواق النظام وآخرهم صحفي كنا نحترمه على أن المشكلة في فلان من عائلات المعتقلين أو في مناضلي الريف خارج الوطن، كما أشار آخرون، الشماعة التي يحاولون تعليق استبدادهم عليها ، وكأنهم هم من لفقوا المحاضر لمعتقلينا وهم من أصدروا أحكاما خيالية في حقهم..، بينما رأس الأمر كله وجماع المصائب في منظومة مهترئة اعترف عاهل البلاد جزئيا بأنها لم تعد صالحة لمغرب 2020 ، ..إن مصيبتنا دائما في سياسة الدولة الفاشلة ونهج أسلوب الحلول الترقيعية الآنية مهما كانت نتائجها عكسية مستقبلا، هذه السياسة التي تؤكد لي أن ما هو قادم في السنوات القادمة سيكون بشعا للغاية هذا ما تؤكده وجوه الاطفال الذين ربى المخزن فيهم الحقد والحنق على الدولة المغربية، وبعد أن كان دعاة الإنفصال مجرد فقاعات في هواء الريف أصبحوا اليوم يتغذون على كل جراح الريفيين المتجددة ، ولم تترك لنا أجهزة الدولة ما ندافع به عما تبقى لنا من وطنية وغيرة على وحدة الصف المغربي من طنجة إلى لكويرة وصارت ثوابتنا الوطنية في مهب ريح الاستبداد والفساد وقمع الحريات..
ثم أما بعد :
أطلقوا سراحنا
أطلقوا سراح المعتقلين السياسيين
أطلقوا سراح عمر الراضي وسليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين.
بخلاصة : أطلقوا سراح الوطن لأجل أن نبني وطنا يتسع للجميع.

Sign In

Reset Your Password