المبعوث الخاص للأمم المتحدة ووزير خارجية إسبانيا يتفقان على صعوبة ملف الصحراء

أجرى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء الغربية،  ستيفان دي ميستورا، مباحثات مع وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألفاريس حول طريقة تحريك المفاوضات للبحث عن حل، واتفق الطرفان على صعوبة الوضع في ظل التوتر ليس فقط بين المغرب والبوليساريو، بل وكذلك بين المغرب والجزائر.

وأوردت وكالة “أوروبا برس” الأحد، أن اللقاء جرى في العاصمة الإيطالية روما نهاية الأسبوع الماضي، ولم يتم إصدار بيان رسمي حول اللقاء، بل قام وزير خارجية إسبانيا ألفاريس بنشر تغريدة في تويتر يخبر بحدوث اللقاء وبعض المعطيات التي جرى تداولها.

وجاء اللقاء على هامش حوار المتوسط في روما خلال نهاية الأسبوع الماضي، حيث يعد الأول من نوعه بين المبعوث الجديد في نزاع الصحراء ومسؤول دولة غربية معنية بنزاع الصحراء بالدرجة الأولى، أي إسبانيا، التي كانت قوة استعمارية سابقة، كما تعد عضوا في “مجموعة أصدقاء الصحراء” إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا، التي تتولى البحث عن الحل وتقديم مقترحات للمفاوضات.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، قد عين دي ميستورا في المنصب أوائل أكتوبر الماضي، وصادق مجلس الأمن على التعيين نهاية الشهر نفسه عندما تبنى قرارا جديدا حول نزاع الصحراء يطالب بتقديم الأطراف المعنية الدعم لمهمته. ويأتي تعيين دي ميستورا لشغل الفراغ في المنصب منذ سنتين بعد استقالة المبعوث السابق الرئيس الألماني هورست كوهلر، ثم الاختلافات التي وقعت حول تعيين مبعوث جديد لاسيما بين المغرب والبوليساريو والجزائر.

ونقلت وكالة “أوروبا برس” عن مصادر دبلوماسية إسبانية تأييد مدريد للمبعوث الجديد، كما أخبرته بوضع كل التسهيلات رهن إشارته سواء السياسية أو المادية، إذ تتكفل مدريد عادة بتوفير طائرة خاصة لكل المبعوثين في الصحراء للقيام بالجولات التي يقومون بها لزيارة الأطراف المعنية المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو. وكانت مناسبة لمدريد للتأكيد على دعمها لمساعي الأمم المتحدة للبحث عن حل للنزاع.

واتفق المبعوث الأممي ووزير خارجية إسبانيا، وفق وكالة “أوروبا برس” حول الوضع المعقد في الصحراء بعد قرار جبهة البوليساريو خرق وقف إطلاق النار منذ سنة، ثم قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب خلال الصيف الماضي، واستمرار كل طرف متشبث بأطروحته، تأكيد البوليساريو على تقرير المصير ثم تأكيد المغرب على الحكم الذاتي.

من جانب آخر، لا يعتقد في لعب إسبانيا دورا في المفاوضات المقبلة بحكم العلاقة المتوترة بينها وبين المغرب على خلفية الصحراء منذ شهور بسبب موقف مدريد الرافض لإعلان واشنطن سيادة المغرب على الصحراء، وهو الإعلان الصادر خلال ديسمبر الماضي من طرف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ويوجد المبعوث الجديد أمام مأزق حقيقي، إذ اعتمدت المفاوضات حتى الآن على صيغة الموائد المستديرة بمشاركة المغرب والبوليساريو وموريتانيا والجزائر. وأعلنت الأخيرة عدم مشاركتها في أي مائدة مستديرة مستقبلا كردٍ على المغرب الي اعتبر مشاركتها في الماضي تأكيد على أنها طرف مباشر في النزاع. وتوجد موريتانيا في منزلة بين المنزلتين، بين المشاركة وبين الغياب، في حين لم يعلن المغرب عن موقفه هل سيحضر هذه الموائد المستديرة بشأن المفاوضات في حالة غياب الجزائر وموريتانيا.

ومما يزيد من صعوبة المبعوث الأممي هو موقف الاتحاد الإفريقي الذي يتبنى تقرير المصير في الصحراء، وبالتالي سيجد صعوبة في الاعتماد عليه لتليين المواقف. ثم قرار دبلوماسية الجزائر بجعل نزاع الصحراء ملفا رئيسيا في عملها الدولي الى مستوى تعيين مبعوث خاص في نزاع الصحراء وهو عمار بلاني.

من جانب آخر، لا يجد دي ميستورا الدعم الكامل من طرف الدول الكبرى لمهمته رغم مصادقة مجلس الأمن على شغل منصب المبعوث الخاص، إذ لم تستقبله أي عاصمة كبرى حتى الآن لمعالجة الملف.

Sign In

Reset Your Password