العفو الدولية تطالب اسبانيا تعليق التعاون في مجال الهجرة مع المغرب بسبب الخروقات

جندي مغربي يراقب الحدود

طالبت منظمة العفو الدولية من حكومة مدريد تعليق التعاون في مجال مكافحة الهجرة مع نظيرتها الرباط، بسبب ما تعتبره خروقات يرتكبها المغرب ضدحقوق المهاجرين. وتتزامن هذه المطالب مع توتر في العلاقات بين المغرب والجمعيات الحقوقية دوليا في ملفات منها الهجرة.

ونشرت العفو الدولية تقريرا مفصلا أمس الثلاثاء بعنوان “خوف وأسوار سلكية” حول اللاجئين الذين يصلون الى أوروبا من نقطتي العبر في سبتة ومليلية (شمال المغرب تحت إدارة اسبانيا). ويطالب التقرير أساسا من مدريد تجميد عمليات طرد اللاجئين والمهاجرين نحو المغرب انطلاقا من المدينتين. وفي المقابل، تطالب العفو الدولية من مدريد ضرورة تسهيلها لوصول اللائجين الى مراكز طلب الهجرة واللجوء في سبتة ومليلية.

ويستعرض التقرير حالات متعددة لمهاجرين أو لاجئين تعرضت حقوقهم لخروقات من قبل القوات الأمنية المغربية والإسبانية على حد سواء. وتعتبر هذا التعاون غير مجدي وغير مناسب في الوقت الراهن لأنه يخرق القانون الدولي. واستنادا الى هذه الخروقات ومنها تسجيل وفيات في الحدود الفاصلة بين مليلية والأراضي المغربية، تطالب العفو الدولية بتجميد التعاون.

وكان القضاء الإسباني قد فتح تحقيقا في وفيات وقعت في نقط العبور المذكورة، حيث لقي مهاجرون أفارقة حتفهم بالضرب أو بالرصاص والغرق كما حدث في سبتة خلال فبراير من السنة الماضية، عندما جرى تسجيل 14 حالة وفاة.

واعتادت حكومة مدريد الثناء الكثير على دور الدولة المغربية في مكافحة الهجرة ومنعها من الوصول الى الأراضي الإسبانية سواء المهاجرين أو اللاجئين. ومنحت وزير الداخلية المغربي محمد حصاد وساما على دوره في هذا المجال. لكن الواقع يبرز مآسي الهجرة بين البلدين.

ويلتقي رأي منظمة العفو الدولية مع آراء عدد من الجمعيات والنشطاء الحقوقيين في المغرب مثل الجمعية المغربية لحقوق الإسنان و

وتأتي مطالب العفو الدولية في وقت تمر منه العلاقات بين الدولة المغربية والجمعيات الحقوقية بوضع صعب. فقد تدهورت العلاقات بين الرباط وهيومن رايتس ووتش خلال الشهور الأخيرة على خلفية التقارير التي تنتقد خروقات المغرب، والآن تواجه انتقادات العفو الدولية في ملف يجعل المغرب منه أداة في دبلوماسيته مع اسبانيا والاتحاد الأوروبي.

وتعتبر منطقي سبتة ومليلية، وهما مدينتان تحتلهما اسبانيا شمال المغرب من النقط النشيطة للمهاجرين واللاجئين طيلة السنوات الماضية، لكن نشاط الهجرة تراجع فيها بشكل ملحوظ بعد ظهور طرق جديدة للهجرة شرق المتوسط ومن الساحل الليبي.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password