العالم مغلق بسبب كورونا فيروس

غلاف مجلة ذي إيكونوميست 20 مارس 2020

دخل العالم مرحلة جديدة لم يعهدها منذ قرون طويلة بما في ذلك إبان الحرب العالمية الثانية وهي إغلاق الحدود بين الدول والقارات مع استثناءات والعيش في ظل حالة طوارئ تشبه الطوارئ العسكرية ولكن هذه المرة لأسباب صحية بسبب كورونا فيروس الذي يحصد يوميا مزيدا من الضحايا.

وتجاوز عدد المصابين حتى ليلة الجمعة 270 ألف في 184 دولة وخلف وفاة أكثر من 11 ألف، وهذه الأرقام قد تتغير مع توالي الساعات لتتجاوز 300 ألف يوم الأحد من الأسبوع المقبل، وبعدما كانت الصين هي مصدر قلق العالم تحولت إيطاليا الى بؤرة كورونا فيروس والدولة التي تثير تضامن الإنسانية في هذه اللحظة بعدما سجلت 675 وفاة خلال 24 ساعة الأخيرة ليكون عدد الوفيات أكثر من أربعة آلاف، اي أكثر من الصين، بينما عدد المصابين أكثر من 41 ألف.

وفي عالم يعيش العولمة ومن مظاهرة التنقل بين الدول والقارات والثقافات والحضارات، أقدمت معظم دول العالم على إقفال حدودها الجغرافيةالسياسية بما في ذلك وسط تجمعات مثل الاتحاد الأوروبي، وعلقت حدودها البحرية والبرية والجوية. وفي الوقت ذاته، أقفلت على شعوبها في منازلهم من خلال حالة الطوارئ التي تفرض أعلى درجات الحجر الصحي.

وأصبح هاجس الخبراء ومنهم منظمة الصحة العالمية، هل سيتم إيقاف زحف كورونا فيروس التي ظهرت نهاية نوفمبر الماضي في الصين وانتقلت الى العالم أم أن البشرية قد تعرف فترات عصيبة مثل فيروس الأنفلونزا الإسبانية ما بين سنتي 1918-1920 الذي خلف مقتل ما يقارب مائة مليون أو فترة الطاعون خلال القرون الوسطى.

كل المؤشرات تفيد بسيطرة البشرية على هذا الوباء العالمي، لكن الفاتورة ستكون مرتفعة من خلال إعادة تشكيل هذا العالم اقتصاديا وسياسيا، وهو العالم المغلق اليوم بشكل نهائي تقريبا.

Sign In

Reset Your Password