الرئيس الجزائري يطلب من المغرب مبادرة لتجاوز الأزمة وفي الوقت ذاته يتهمه بالتورط في مؤامرة

الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون

في حوار له مع قناة فرانس 24 الفرنسية، رحب الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون بأي مبادرة لتجاوز الأزمة الحالية مع المغرب. ولكنه في الوقت ذاته، حمل أطرافا مغربية استمرار الجفاء بين البلدين بترديد أطروحة المؤامرة، وألمح إلى تشييد قاعدتين عسكريتين على الحدود المشتركة.

وفي هذا الحوار الذي جرى بثه يوم السبت 5 يوليوز الجاري، أوضح الرئيس إن بلاده منفتحة على أي مبادرة لتجاوز الأزمة مع المغرب، مبرزا “وأضاف “ليس لدينا أي مشكل مع إخوتنا المغاربة، ويبدو أنهم هم من لديهم مشكلة معنا”. وتابع مؤكدا “إذا كانت هناك مبادرة من الإخوة المغاربة لتجاوز التوتر، سنرحب بها بالتأكيد، وأظن أنهم يمكنهم إطلاق هذه المبادرة لإنهاء هذه المشاكل”.

وفي رده على سؤال حول المعلومات المتداولة بشأن قرار بلاده بإنشاء قاعدتين عسكريتين على الحدود مع المغرب ردا على مشروع مماثل من الرباط، أوضح “لا أؤكد ولا أنفي ذلك”، وذلك في تلميح إلى قيام الجزائر فعل ببدء تشييد قاعدتين عسكريتين بالقرب من الحدود المشتركة.

وعن مستقبل العلاقات قال تبون “لحد الآن التوتر ما زال لفظيا، ونرى أن الأشقاء المغاربة مروا إلى مرحلة أخرى، ونتمنى أن تتوقف الأمور عند هذا الحد (..) صوت العقل كان دائما الأعلى في علاقات البلدين”.

ويدعو الرئيس الجزائري الجديد المغرب الى تقديم مبادرة للتصالح لتفادي الأزمة الحالية، ولم يوضح نوعية المبادرة، علما أن الملك محمد السادس كان قد اقترح فتح الحدود البرية بين البلدين كمقدمة لتجاوز الأزمات الأخرى بالحوار. 

ويبقى المثير في تصريحاته هو اتهامه للمغرب الى المرور الى “مرحلة أخرى”، ويشير الى الانتقال الى مرحلة عداء متقدمة أو معاكسة مصالح الجزائر. وقد يكون الرئيس بهذا، بهذا يعني تلك الاتهامات التي تنشرها الصحافة الجزائرية المقربة من السلطة التي تفيد بتنسيق مغربي-فرنسي لضرب الاستقرار في الجزائر، أي المؤامرة الخارجية.

ورفض المغرب دائما هذه الاتهامات، وكان  وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد وصف في تصريح لإذاعة “مونت كارلو الدولية” الفرنسية يوم 17 مارس من السنة الماضية الأخبار التي تحدثت عن وجود تنسيق بين الرباط وباريس حول الحراك وقتها في الجزائر بـ”الادعاء الخاطئ”. وأوضح “المغرب يرفض بشدة الادعاء الخاطئ بالتنسيق مع البلدان الأخرى، لا سيما فرنسا بشأن الأحداث في الجزائر”، مؤكداً في السياق ذاته أنه “لم يتم إجراء اتصال مع باريس أو أي دولة أوروبية أخرى أو أي مكان آخر حول هذا الموضوع”.

Sign In

Reset Your Password