الدستور الإسباني يواجه في ذكراه الأربعين تحدي الجمهوريين والقوميين واليمين المتطرف

ملك اسبانيا فيلبي السادس

حتفلت اسبانيا الخميس من الأسبوع الجاري بالذكرى الأربعين بالدستور الذي نقلها من الدكتاتورية الى الديمقراطية، لكن هذا الاحتفال لم يخلو نهائيا من تشنجات حول مستقبل الملكية بسبب تصريحات لرئيس الحكومة بيدرو سانتيش الى دعوى جنائية ضد الملك الوالد خوان كارلوس.

وتعيش اسبانيا وضعا استثنائيا في الوقت الراهن بسبب مطالب القوميين الكاتالان وارتفاع دعوات ضد الملكية لصالح الجمهورية ثم ظهور اليمين القومي المتطرف.

وشهد البرلمان هذا الخميس مراسيم الاحتفال بالدستور الإسباني بحضور الملك فيلبي السادس والملك الوالد بتثمين دور الدستور الإسباني في نقل البلاد من الدكتاتورية الى الديمقراطية بعد رحيل الدكتاتور الجنرال فرانسيسكو فرانكو. وأشاد الملك بالدستور ودافع عن الصيغ التي يقدمها بشأن الحكم الذاتي.

لكن هذا الاحتفال لم يكن كاملا، فقد ارتفعت أصوات ضد المؤسسة الملكية من خلال استفتاء في بعض الجامعات حول مستقبل الملكية والدفاع عن الجمهورية. في الوقت ذاته، وضع الحزب الشيوعي وحزب اليسار الموحد، حسب جريدة الموندو، دعوى أمام المحكمة الدستورية ضد الملك الوالد بتهمة استغلال النفوذ والاختلاس. وجاءت المفاجأة من رئيس الحكومة بيدرو سانتيش الذي قال هذا الأسبوع بضرورة تجريد الملك من صلاحية “لا تنتهك حرمته”، أي ضرورة خضوعه للقوانين الإسبانية بما فيها المحاكمة.

لكن يبقى التحدي الكبير الذي يواجهه الدستور الإسباني في الذكرى الأربعين هو رغبة منطقة كتالونيا الانفصال عن اسبانيا وتأسيس دولة خاصة بها. ويعيش المشهد السياسي في هذا البلد الأوروبي وضعا متوترا واحتقانا كبيرا بسبب هذا الملف خاصة بعدما جرى تدويله من لجوء عدد من مسؤولي كتالونيا الى دول أوروبية كلاجئين سياسيين.

ونظرا لتحدي كتالونيا، تطالب عدد من القوى السياسية بضرورة إصلاح الدستور لتلبية مطالب بعض الحركات القومية الإقليمية ومنها إقامة نظام فيدرالي في البلاد، لكن هذا الطلب يطرح بقوة مستقبل الملكية. وكانت القوى القومية قد صادقت مؤقتا على الدستور الإسباني في انتظار تعديله للحصول على حق تقرير المصير، الأمر الذي لم يحصل رغم مرور أربعة عقود.

وانضاف تحدي كبير بهذه المناسبة ويهدد التعايش السياسي وهو بروز حزب فوكس من اليمين القومي المتطرف الذي فاز ب 12 مقعدا في محافظة الأندلس في انتخابات جرت الأحد الماضي. ومن الشعارات التي يحملها الحزب إعادة النظر في الحكم الذاتي والعودة الى الدولة المركزية، وهو ما يثير حفيظة نسبة هامة من الإسبان.

Sign In

Reset Your Password