الحقيقة المخفية التي تعاني منها المغربيات في حقول الفراولة في اسبانيا: الجنس مقابل العمل

بعض المغربيات اللواتي اتهمن أرباب العمل بالاستغلال الجنسي

نشرت المجلتان الألمانيتان» كوركتيف» و«بوزفيد نيوز» تحقيقا عن تعرض عاملات مغربيات للاستغلال الجنسي في حقول الفراولة في إقليم ويلفا جنوب غرب اسبانيا، وعادت جريدة رقمية اسبانية وهي «إسبانيول» إلى نشر ريبورتاج حول هذا الاستغلال الجنسي، وقدمت نتائجه إلى القضاء للتحقيق.
وكانت المجلتان قد تناولتا وضعية العاملات وأغلبهن من المغرب، في مناطق متعددة في جنوب أوروبا، حيث امتد التحقيق الى إسبانيا وإيطاليا، لكن الجريدة الإسبانية «إسبانيول» ركزت فقط على اسبانيا.
في هذا الصدد تنقل «إسبانيول» في ريبورتاج مفصل بداية الأسبوع الجاري عن هذه الظاهرة التي يعتبرها البعض سائدة، وآخرون محدودة واستثنائية. وتصرح مغربية اسمها «حبيبة» للجريدة «يعرفون أننا فقيرات، ولدينا أطفال والأغلبية منا مطلقات أو أرملات، فيقومون بمساومتنا: إما تلبية رغباتهم الجنسية أو الطرد من العمل… لقد استقدمونا من المغرب لنكون عبيدا لنزواتهم الجنسية».
واستمعت الصحيفة لرواية ثماني نساء مغربيات أتين إلى مزارع جنوب اسبانيا في ويلفا للعمل في جني الفراولة. وتستقدم اسبانيا سنويا من المغرب آلاف المغربيات للعمل في الحقول. وبلغ عددهن هذا الموسم 17 ألف مغربية. والنساء الثماني لا تجمعهن أي معرفة مسبقة، بل ويقمن في قرى متباعدة، وبالتالي لا يمكن نهائيا أن يحدث بينهن اتفاق لتوجيه الاتهامات، لتؤكد الجريدة «هناك استغلال جنسي للمغربيات العاملات في المزارع».
وتنقل الصحيفة عن منسق جمعية محلية، أنتونيو آباد، قوله «في قرى ويلفا جرى إنشاء نظام استغلال خطير للنساء، إما ممارسة الجنس مع رئيس العمل أو يتركهن بدون عمل. الجميع يعرف هذا، الجميع سمع بهذا، لكن لا أحد يتحدث بسبب الخوف». ويضيف «هذه حقيقة مخفية وسط هذه الحقول. نعم، هناك شركات تتعامل باحترام مع العاملات المغربيات، وهناك انحرافات لا يمكن السكوت عنها».
ولكن مقابل هذه الاتهامات، ترفض بعض النقابات الأخرى التعميم ولا تستبعد حالات خاصة جدا ولا تصل الى الظاهرة المقلقة. وتطالب بالحذر في التعامل مع هذه المعلومات حتى لا يتم إلحاق الضرر بمختلف المغربيات العاملات وبحقول الفراولة.
ومع بداية التسعينيات بدأت اسبانيا باستقدام مغربيات للعمل في حقوق الفراولة في ويلفا عند كل موسم جني ما بين آذار / مارس وأيار/ مايو، ويجري الحديث عن استغلال جنسي بشع لبعض العاملات، لكن الأمر لم يتخذ وضعا مقلقا مثل هذه السنة بسبب ريبورتاجات صحافية أوروبية واسبانية.
وبعض هذا الموضوع يتفاعل، فقد طالبت نقابات القضاء بفتح تحقيق في الاتهامات، وقدم الصحافيون الذين أنجزوا الريبورتاج الإسباني الأدلة إلى النيابة العامة. ومن جهة أخرى، أقدم حزب اليسار الموحد في البرلمان على توجيه أسئلة إلى حكومة مدريد حول الاتهامات لاتخاذ إجراءات مستعجلة.

Sign In

Reset Your Password