الجيش الإسباني الوحيد الذي يواجه مشاكل الرفض وسط مجتمعه مقارنة مع باقي الجيوش الأوروبية

ملك اسبانيا فيلبي السادس رفقة قادة الجيش في استعراض عسكري

قامت رئيسة بلدية برشلونة، ثان مدينة في اسبانيا بعد العاصمة مدريد بطرد الجيش من فضاء ثقافي للتعليم تشرف عليه البلدية. ويخلف هذا القرار احتجاج الحكومة وفعاليات سياسية، ولكنه يعكس في الوقت ذاته أن الجيش الإسباني هو الذي يواجه مشاكل ورفضا وسط مجتمعه مقارنة مع باقي الدول الأوروبية.

ووقعت هذه الحادثة يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري، عندما اقتربت رئيسة بلدية برشلونة آدا كلاو من ضابطين واحد منهما برتبة عقيد وطالبتهما بالابتعاد عن الفضاءات المدنية المخصصة للتعليم في معرض شامل حول ما يقدمه التعليم من مهن مستقبلا. ويشارك الجيش في هذا المعرض منذ سنوات طويلة لاستقطاب الشباب الى صفوف الجندية والدراسة في المدارس العسكرية، ولكنه لأول مرة يتعرض لعملية طرد ورفض مشابهة، الأمر الذي يخلف ضجة سياسية في البلاد.

وصدر الموقف عن رئيسة البلدية لأنها تنتمي الى الجناح الذي يطالب باستقلال إقليم كتالونيا وعاصمته برشلونة عن باقي اسبانيا، وبسبب انتماءها الى الحركات السياسية اليسارية الرافضة للجيوش.

ويخلف قرار رئيسة البلدية رفضا وتنديدا قويا من طرف الحكومة وأحزاب سياسية مثل الحزب الشعبي المحافظ والحزب الاشتراكي، بينما انبرت أحزاب أخرى للدفاع عن قرارها ومنها الحزب الجمهوري الكتالاني وحزب بوديموس الذي يعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد. وكان رد وزارة الدفاع قاسيا ولكن دبلوماسيا بتذكير رئيسة البلدية أن الجيش هو الضامن الحقيقي للاستقرار والحريات في البلاد والدفاع عن المخاطر التي يتعرض لها.

وفي الوقت الذي تحظى فيه المؤسسات العسكرية في مختلف دول أوروبا باحترام وتقدير من طرف السياسيين والمواطنين عموما، لا يحصل هذا في اسبانيا، حيث يوجد تيار سياسي له حضور وازن يرفض المؤسسة العسكرية.

وأبرز رموز هذا التيار الأحزاب القومية الاقليمية في كتالونيا وبلد الباسك التي ترفض حضور الجيش في أقاليمها وتعتبره أداة استعمارية في خدمة الدولة الإسبانية. وهذه الأحزاب القومية الاقليمية تطالب بالانفصال عن اسبانيا ولا تتردد في وصف الدولة الإسبانية بالمحتلة لهذه الأقاليم.

ومن ضمن الانعكاسات التي يعاني منها الجيش علاوة على رفضه في هذه الأقاليم، الصعوبة التي يواجهها في استقطاب مرشحين للانضمام الى الجيش. وهذه الظاهرة توجد أساسا في اسبانيا لأسباب سياسية مرتبطة برغبة بعض الأقاليم في الانفصال وكذلك في موقف بعض الشباب الذي مازال يربط المؤسسة العسكرية بحقبة الدكتاتورية إبان الجنرال فرانسيسكو فرانكو حتى منتصف السبعينات بعد الانتقال الديمقراطي.

رابط المقال من القدس العربي

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password