البرلمان الإسباني يطالب بالتعامل بحزم مع المغرب في ملف الحدود البحرية بين جزر الكناري والصحراء

الحدود البحرية

تتصدر الحدود البحرية قائمة المواضيع التي بدأت تسبب توترا في العلاقات بين اسبانيا وجارتيها الجنوبيتين المغرب والجزائر لاسيما بعدما بدأت برلمانات الدول تلعب دورا في هذا الموضوع الشائك، وآخره ضغط البرلمان الإسباني على حكومة مدريد بتعامل بصرامة مع الرباط.

وكان البرلمان المغربي قد صادق على الحدود البحرية بين جزر الكناري والصحراء، وتؤكد اسبانيا امتداد الترسيم المغربي الى مياه تابعة لهذا الأرخبيل، وبالضبط تروبيك، وهي منطقة جبلية في قاع المحيط غنية بمختلف المعادن الثمينة التي تستعمل في التكنولوجيا المتقدمة مثل الطاقة الشمية والسيارات الكهربائية واللوحات الحاسوبية والهواتف الذكية.

ولم يتأخر البرلمان الإسباني في الرد على نظيره المغربي، فقد صادق البرلمان وبالإجماع مساء أمس الثلاثاء على ملتمس يصل الى مستوى القرار يطالب حكومة مدريد بتبني “موقف حازم” في الدفاع عن المياه الإسبانية في جزر الكناري الواقعة قبالة الصحراء. وينص الملتمس على التعامل مع الموضوع بأولوية كبيرة.

وينص النص المصادق عليه من طرف البرلمان على “استمرار الحكومة في نهج موقف صارم في الدفاع عن الوحدة الوطنية الترابية والبحرية لأرخبيل جزر الكناري”، وفي نقطة أخرى “استمرار التعاطي بأولوية مطلقة مع المغرب بشأن هذا الملف في إطار الحوار المرن الذي يميز علاقات الصداقة والثقة المتبادلة بين البلدين، مع التذكير أنه في ترسيم الحدود لا توجد مبادرة أحادية”، وذلك في رفض لموقف البرلمان المغربي الذي صادق على الحدود البحرية بدون الرجوع التفاوض مع اسبانيا.

ورغم المصدقة بالإجماع على الملتمس، فقد كان نواب بعض الفرق البرلمانية وخاصة الحزب الشعبي المحافظ وحزب فوكس اليميني المتطرف قاسيين في تدخلاتهم بنعت الحكومة بالتماطل والعجز في الدفاع عن المصالح الوطنية. نائب عن الحزب الشعبي اعتبر أن الاستعمال المفرط للحكومة لمصطلح الحوار مع المغرب لا يمكنه تعويض القانون الدولي الواضح في هذا الشأن. بينما تهجم ممثل حزب فوكس على المغرب بعبارة قوية مثل الغزو والعار والتنديد بعجز الحكومة. ويبني حزب فوكس جزء من خطابه السياسي ضد الإسلام والمغرب.

وبدأ ملف الحدود البحرية منذ سنوات، عندما تقدمت اسبانيا بملفها الى الأمم المتحدة لتحديد المياه الفاصلة بين الصحراء وجزر الكناري، الأمر الذي اعتبره المغرب مبادرة غير ودية، وقام برلمانه بمبادرة مضادة تتمثل في ترسيم المياه البحرية في المنطقة نفسها.

كما تحفظت اسبانيا على مبادرة الجزائر بامتداد ترسيم حدودها البحرية الى مياه اسبانية في أرخبيل جزر الباليار في المتوسط، ويعد من الأسباب التي دفعت الجزائر الى تأجيل زيارة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونثالث لايا الى الجزائر والتي كانت مبرمجة نهاية الشهر الماضي ثم أجلت الى اليوم الأربعاء ولاحقا الى  4 من الشهر المقبل.

Sign In

Reset Your Password