الاتحاد الأوروبي نحو استراتيجية في الدفاع والتجارة والدبلوماسية لتعزيز نفوذه دوليا

الاتحاد الأوروبي

وضع الاتحاد الأوروبي خطة استراتيجية لتعزيز نفوذه السياسي والعسكري والصناعي في العالم خلال السنوات المقبلة لتفادي خسارة الحضور الدولي أمام روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة. ويساعد البريكسيت على هذه الاستراتيجية بحكم عرقلة لندن لمعظم المخططات ذات البعد الاستراتيجي.

ويعتزم مجلس أوروبا مناقشة هذا البرنامج الخميس والجمعة من الأسبوع المقبل في العاصمة بروكسيل، وذلك بعدما وضع الخبراء خطوطه الرئيسية والرؤية المستقبلية للاتحاد الأوروبي ستنفذ ما بين 2019-2024. وجاء في الوثيقة الني انفردت بها جريدة الباييس الإسبانية الثلاثاء من الأسبوع الجاري أن “الاتحاد الأوروبي يحتاج الى اكتساب دور قوي أكثر…عبر تجميع الموارد والمجهودات لممارسة تأثير على المستوى العالمي”. وتضيف الوثيقة “الاتحاد الأوروبي في حاجة الى مخطط عمل استراتيجي للدفاع عن مصالحه والحفاظ على قيمه ونمط عيشه والتأثير في مستقبل العالم”.

ويهدف المخطط الاستراتيجي الى تبني سياسة موحدة لحماية الحدود بما فيها التعامل مع الهجرة، وفي شق آخر، الرهان على سياسة تجارية طموحة ومنسقة بين الدول المكونة للاتحاد والانفتاح على الدول المنفتحة والتشدد مع الدول التي تتبنى الحمائية. ومن أهم الملفات لأخرى التنسيق في مجال الطاقة ومنها الرهان على الانتقال الى الطاقة البديلة. ومن النقط الرئيسية الأخرى تبني سياسة دفاع وتصنيع حربي مشترك. وحول النقطة الأخيرة، فقط خصص الاتحاد الأوروبي 13 مليار يور للإستثمار في التصنيع الحربي.

وستعمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي من مجلس أوروبا والمفوضية والبرلمان على تطوير هذا المخطط الاستراتيجي خلال الأسابيع المقبلة، حيث يتزامن النقاش مع تجديد هذه المؤسسات في أعقاب الانتخابات الخاصة بالبرلمان الأوروبي التي جرت الشهر الماضي.

وتقف عوامل متعددة وراء رغبة الاتحاد الأوروبي استعادة دوره في العلاقات الدولية ووزنه السياسي والتجاري. ومن أهم هذه العوامل تراجع وزن الاتحاد الأوروبي في الساحة الدولية بعد تعاظم اقتحام الصين بوزنها الاقتصادي الخريطة العالمية وعودة روسيا بقوة مع الرئيس فلادمير بوتين ثم مشاكل الاتحاد الأوروبي مع الإدارة الأمريكية بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى البيت الأبيض ومرشح للاستمرار خلال الولاية المقبلة.

وتتحدث الوثيقة عن تراجع وزن الشركات الأوروبية في الاقتصاد العالمي، حيث كانت 42 شركة أوروبية ضمن المائة الأولى سنة 2007، وأصبحت فقط 28 سنة 2008، وهي مرشحة للتراجع إذا لم يتم تشجيع نمو الشركات في الخارج.

ومن ضمن العوامل المشجعة نحو الاندماج والتكامل في مختلف القطاعات مثل الدفاع والسياسة الخارجية والتجارة الانسحاب المرتقب لبريطانيا “البريكسيت” بسبب عرقلتها لمساعي الوحدة طيلة عقود.

Sign In

Reset Your Password